كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن تفاصيل جديدة تتعلق بالهجوم الإسرائيلي داخل إيران، حيث أشارت إلى أن العملية اعتمدت على تخطيط طويل الأمد وتدريب مكثف استمر لسنوات، وشمل إنشاء شبكة استخباراتية معقدة داخل الأراضي الإيرانية.

اقرأ كمان: المعلومة الذهبية تسهم في تسريع القرار العسكري.. إسرائيل تكشف تفاصيل الهجوم الكبير
الطيارين الإسرائيليين خضعوا لتدريبات مكثفة لسنوات
وحسب التقرير الذي نشرته الصحيفة يوم الجمعة، فإن الطيارين الإسرائيليين خضعوا لتدريبات مكثفة على مدى سنوات، كما عملت الأجهزة الاستخباراتية على تطوير شبكاتها لتنفيذ الهجوم المتعدد الأوجه.
وفي منتصف ليل 13 يونيو، اجتمع كبار جنرالات الجيش الإسرائيلي في غرفة عمليات محصنة تحت مقر سلاح الجو، لمتابعة تنفيذ الضربة الجوية التي استهدفت العاصمة الإيرانية طهران، وأسفرت عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين خلال ساعات.
مقال مقترح: تحذير من الولايات المتحدة لمواطنيها بشأن السفر إلى فنزويلا بسبب الاحتجاز غير المشروع
وأضاف التقرير أن الهجوم الأولي تضمن عملية معقدة وُصفت بأنها “خيالية”، نجحت في تصفية تسعة من كبار العلماء النوويين الإيرانيين في منازلهم بطهران، في توقيت شبه متزامن، عبر حيل ميدانية متقنة كادت أن تنهار في لحظاتها الأخيرة.
ورغم أن العملية أثارت دهشة دولية بسبب تداخل العمل الاستخباراتي مع الدقة العسكرية، إلا أن التقرير أشار إلى استمرار الجدل حول مدى نجاح الضربات في تدمير البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل، خاصة مع وجود تقارير متضاربة بشأن حجم الأضرار.
تنفيذ سلسلة عمليات تخريبية
ووفق الصحيفة، بدأ التخطيط للعملية منذ أكثر من عقد، حين بدأت الاستخبارات الإسرائيلية في تجنيد شبكة واسعة من العملاء داخل إيران، لتنفيذ سلسلة عمليات تخريبية، من بينها تفجيرات استهدفت منشآت تخصيب، واغتيالات لعلماء نوويين، إلا أن القيادة الإسرائيلية خلصت لاحقًا إلى أن هذه العمليات لم تكن كافية، وأن الضربة الجوية المباشرة أصبحت حتمية.
كانت أكبر التحديات، حسب التقرير، تتمثل في بُعد المسافة التي تفصل إسرائيل عن المواقع المستهدفة، حيث تجاوزت 1000 ميل، مما تطلب تدريب الطيارين على التحليق ضمن تشكيلات من 6 إلى 10 طائرات حول طائرات التزود بالوقود، مع التناوب في تزويد الوقود جواً خلال الرحلة الطويلة، بالإضافة إلى إتقان التنسيق الزمني لإطلاق الصواريخ بفارق 15 إلى 20 ثانية لتحقيق أكبر قدر من الدمار.
التصعيد مع طهران
ذكرت الصحيفة أن إسرائيل كادت أن تُقدم على تنفيذ الهجوم في مناسبات سابقة، إلا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو واجه رفضًا متكررًا من وزرائه ومسؤولي الأمن، الذين خشوا من التصعيد مع طهران أو من رد فعل سلبي من واشنطن، التي كانت تفضل المسار الدبلوماسي حينها.
وأضاف التقرير أن المشهد الإقليمي تغيّر جذريًا بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر 2023، إذ ركزت إسرائيل في العامين التاليين على إضعاف حماس، وتوجيه ضربات قاصمة لحزب الله، قبل أن تشهد الساحة السورية تغييرات دراماتيكية تمثلت في الإطاحة بالنظام الموالي لإيران، وتشكيل حكومة مناهضة لطهران، مما أتاح للمقاتلات الإسرائيلية عبور الأجواء السورية دون معوقات.
وفي سياق متصل، كشفت الصحيفة أن شبكات التجسس الإسرائيلية داخل إيران بلغت من التطور ما مكّنها من تتبع تحركات القيادات العسكرية الإيرانية بدقة، فضلاً عن إنشاء قواعد لطائرات مسيّرة داخل إيران نفسها، والتي لعبت دورًا محوريًا في تحييد الدفاعات الجوية الإيرانية قبيل الهجوم.
ورغم الإنجازات العسكرية الظاهرة، لا تزال التساؤلات قائمة حول مدى نجاح إسرائيل والولايات المتحدة في تحقيق أهدافهما الكاملة، وإمكانية منع إيران من إعادة بناء برنامجها النووي مستقبلًا.