أعلنت الحكومة الفرنسية عن حظر التدخين في الشواطئ والمتنزهات والحدائق العامة ومواقف الحافلات بدءًا من يوم الأحد، حيث يتضمن المرسوم الذي نُشر في الجريدة الرسمية اليوم السبت منع التدخين خارج المكتبات وحمامات السباحة والمدارس، ويهدف هذا الإجراء إلى حماية الأطفال من آثار التدخين السلبي، ولم يتم الإشارة إلى السجائر الإلكترونية في المرسوم، ومن يخالف هذا الحظر سيتعرض لغرامة قدرها 135 يورو (158 دولارًا).

ممكن يعجبك: تحذير من الأمم المتحدة: حرب إيران وإسرائيل تؤدي إلى نزوح جديد
وفي مايو الماضي، أكدت وزيرة الصحة والأسرة كاثرين فوتران على أهمية القضاء على التبغ في الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال، مشددة على حق الأطفال في استنشاق هواء نقي، وأوضحت الوزيرة أن شرفات المقاهي ستكون مستثناة من هذا الحظر، حيث تشير التقديرات إلى أن نحو 75 ألف شخص يموتون سنويًا في فرنسا نتيجة المضاعفات المرتبطة بالتبغ.
ووفقًا لاستطلاع رأي حديث، فإن 62% من الفرنسيين يؤيدون حظر التدخين في الأماكن العامة.
ضحايا التدخين
وفي تقرير صادر عن المرصد الفرنسي للمخدرات والإدمان هذا الشهر، لوحظ أن التدخين في فرنسا وصل إلى أدنى مستوياته التاريخية، حيث أوضح التقرير أن أقل من ربع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و75 عامًا يدخنون يوميًا، وهو أدنى مستوى منذ بدء تسجيل البيانات في أواخر التسعينيات.
كما أعلنت بريطانيا عن حظر مشابه للتدخين العام الماضي، بينما فرضت بعض المناطق الإسبانية حظر التدخين على الشواطئ، وتقوم السويد منذ عام 2019 بحظر التدخين في الأماكن المفتوحة من المطاعم ومحطات الحافلات وأرصفة القطارات وأفنية المدارس.
شوف كمان: إسرائيل تستهدف المنشآت النووية ومرافق تصنيع الأسلحة في إيران
“منع التدخين”
وفي أبريل الماضي، أفادت دراسة جديدة نُشرت في دورية “نيكوتين أند توباكو” التابعة لجامعة أكسفورد بأن حظر التدخين في المساكن العامة الذي فرضته الحكومة الأمريكية عام 2018 أدى إلى انخفاض ملحوظ في حالات دخول المستشفيات بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
ويُعتبر التدخين وتعاطي التبغ من أبرز أسباب الوفيات القابلة للتجنب في الولايات المتحدة، حيث تودي بحياة 480 ألف شخص سنويًا، وعلى الرغم من انخفاض نسبة المدخنين السلبيين من 87.5% في عام 1988 إلى 25.2% في عام 2014، لا يزال هناك 58 مليون شخص غير مدخن يتعرضون للتدخين السلبي، خاصة في المنازل.
ومنذ بداية الألفية، بدأت الحكومات المحلية والولائية في تنفيذ حظر على التدخين في الأماكن العامة، وأظهرت دراسات سابقة أن هذه السياسات ساهمت في خفض ضغط الدم الانقباضي وتقليل حالات الاستشفاء المرتبطة بأمراض القلب.
وفي يوليو 2018، أصدرت وزارة الإسكان والتنمية الحضرية الأمريكية قرارًا يمنع التدخين داخل جميع مباني الإسكان العام، مما يؤثر على أكثر من مليوني شخص في الولايات المتحدة، وتُعتبر هيئة إسكان مدينة نيويورك أكبر مؤسسة إسكان عام في البلاد، حيث تضم أكثر من 400 ألف مقيم.
تظهر هذه الدراسة أن حظر التدخين في المساكن العامة ليس فقط سياسة فعالة لتحسين جودة الهواء الداخلي، بل أيضًا وسيلة مهمة للحد من الأمراض القلبية الوعائية، ويشير الباحثون إلى أن النتائج قد تشجع على اعتماد سياسات مشابهة في دول أخرى لتعزيز الصحة العامة.