أرواحهن مقابل 130 جنيه.. أمهات تبحثن عن بناتهن بين جثث مطموسة الملامح

قصص من الكفاح والنجاح سطرتها عدة فتيات من المنوفية، لكن القدر لم يمهلهن الفرصة لاستكمال مسيرتهن، حيث راحوا ضحايا حادث مروع وقع في نطاق مركز أشمون.

أرواحهن مقابل 130 جنيه.. أمهات تبحثن عن بناتهن بين جثث مطموسة الملامح
أرواحهن مقابل 130 جنيه.. أمهات تبحثن عن بناتهن بين جثث مطموسة الملامح

حادث مروع ينهي أحلام 19 فتاة وأسرهن

شهد الطريق الإقليمي في نطاق مركز أشمون بمحافظة المنوفية حادث تصادم مروع بين سيارة ميكروباص وأخرى نقل ثقيل، أسفر حتى الآن عن مصرع 19 شخصًا وإصابة 3 آخرين، جميعهم من قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف، أثناء توجههم إلى أماكن العمل بنظام اليومية، وتم نقلهم إلى مستشفيات قويسنا والباجور وأشمون ومنوف.

في فجر يوم الجمعة، استقلت أكثر من 20 فتاة ميكروباصًا صغيرًا بحثًا عن عمل شريف، حيث اتجهن إلى عملهن الشاق في مزارع العنب، كن يخرجن يوميًا من بيوتهن، يركضن وراء لقمة العيش لمساعدة أسرهن في المعيشة وتجهيز أنفسهن للزواج أو لاستكمال دراستهن.

توقع الفتيات وأسرهن أن يمر اليوم كبقية الأيام الأخرى، لكنه كان مختلفًا بعدما اصطدمت شاحنة نقل ثقيل بهم، ليتحول حلم العودة بالمكسب المالي إلى كابوس، ويتبدل الميكروباص الصغير بـ19 نعشًا، وسط حالة كبيرة من الحزن.

130 جنيه أجرة اليوم

وعلى الرغم من المشقة الكبرى التي كانت تواجه الفتيات على مدار يوم العمل، حيث يستيقظن من الرابعة والنصف فجرًا، إلا أن المكاسب لم تكن بالمجزية، حيث كانت الواحدة منهن تعمل باليومية وتحصل على 130 جنيهًا يوميًا، وبحثًا عن اللقمة الحلال، اعتادت الفتيات على العمل في فواكه التصدير، وفي حالة عدم توافر ذلك، يعملن في الحدائق.

مشاهد صادمة

لم تكن أسر الفتيات تتوقع بشاعة الحادث وضخامته، حيث توقعن أن هناك معظمهن مصابات، لكن الأهالي تفاجأوا بهذا العدد فور وصولهم إلى مكان الحادثة، كما أن الأمهات لم يتعرفن على بناتهن من صعوبة الحادث.

ضياع الأحلام

تتنوع قصص الفتيات في حادث الطريق الإقليمي، فمنهن رويدا خالد صاحبة الـ23 عامًا، التي كانت تحلم بارتداء الفستان الأبيض، حيث كان حفل زفافها بعد أسبوعين فقط، بينما ذهبت هدير عبد الباسط صاحبة الـ19 عامًا للعمل بدلًا من والدتها لإراحته ومساعدتها في المصاريف، إلا أنها خرجت ولم تعد.

بدأت تقى محمد أحمد صاحبة الـ15 عامًا العمل في المزارع بعد عيد الأضحى، لتوفير بعض المال وشراء ملابس جديدة استعدادًا لفرح ميادة ابنة خالتها، الذي كان مقررًا إقامته بعد شهر فقط، لتفقدا سويًا في الحادث.

قصص نجاح

العمل في الأعمال الشاقة البسيطة لا يعني عدم النجاح في الحياة العملية؛ فحادث الطريق الإقليمي مليء بقصص التفوق، حيث إن جنى يحيى من أوائل الإعدادية وحصلت على 250 من 250 درجة بنسبة 100%، وتدرس شيماء عبد الحميد في الفرقة الأولى بكلية الهندسة جامعة المنوفية.