خبير دولي يؤكد أن قرار وقف الهجمات بين إسرائيل وإيران نتج عن مبادرة أمريكية أحادية

أكد نعمان توفيق العابد، الباحث في العلاقات الدولية والشؤون القانونية، أن الإعلان عن وقف الهجمات المتبادلة بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران لم يكن نتيجة لمفاوضات تقليدية أو اتفاق رسمي لوقف إطلاق النار، بل جاء كقرار أحادي من الرئيس الأمريكي، الذي يسعى دائمًا للظهور كـ”صانع للسلام”.

خبير دولي يؤكد أن قرار وقف الهجمات بين إسرائيل وإيران نتج عن مبادرة أمريكية أحادية
خبير دولي يؤكد أن قرار وقف الهجمات بين إسرائيل وإيران نتج عن مبادرة أمريكية أحادية

وأشار نعمان العابد في تصريح خاص لـ “نيوز روم” إلى أن ترامب أراد أن يُنسب إليه هذا القرار بشكل مباشر، وقد يكون ذلك دون علم مسبق من الجانب الإسرائيلي، مضيفًا أن إيران قد تكون تلقت إشارات مسبقة من وسطاء، وخاصة من دولة قطر، التي يُعتقد أنها كانت على تواصل مع طهران بعد الهجوم الصاروخي على قاعدة العديد.

وأوضح “العابد” أن التصريحات المتكررة للرئيس الأمريكي في الأيام التي تلت وقف الهجمات كانت تؤكد أنه هو من ألحق الهزيمة بإيران، متفاخرًا بتفوق الطائرات والطيارين والأسلحة الأمريكية، وادعى أنه دمّر المفاعلات النووية الإيرانية بالكامل، ما جعل إيران عاجزة عن الاستفادة من قدراتها النووية.

وفي المقابل، عندما ألقى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي خطابًا جماهيريًا، اعتبر أن إيران هي المنتصرة في هذه الجولة، وأكد أن الكيان الإسرائيلي هو من طلب وقف الهجمات المتبادلة، كما زعم أن واشنطن لم تتمكن من تدمير البرنامج النووي الإيراني كما ادعت.

وأضاف العابد أن هذه التصريحات الإيرانية شكلت تحديًا للرواية الأمريكية وأثارت غضب ترامب، الذي لطالما قدم نفسه كرجل الإنجازات القوية وصاحب المبادرات الحاسمة، خاصة في القضايا المتعلقة بالسلام والقوة العسكرية.

نعمان العابد: ترامب لم يكن دقيقًا في تقييمه لشخص المرشد الإيراني الذي حرم امتلاك السلاح النووي

وأكمل أن الرئيس الأمريكي لم يكن دقيقًا في تقييمه لشخص المرشد الإيراني، مشيرًا إلى أن أحد الأسباب الجوهرية لعدم سعي إيران لامتلاك القنبلة النووية هو الفتوى التي أصدرها علي خامنئي بتحريم السلاح النووي، والتي تمثل التزامًا عقائديًا للنظام الإيراني والشعب على حد سواء.

وحذر من أن غياب المرشد الحالي قد يفتح الباب أمام إعادة النظر في هذه الفتوى، خاصة إذا جاء من يخلفه بتوجهات مختلفة، لافتًا إلى أن النظام الإيراني بطبيعته العقائدية يلتزم بفتاوى المرشد، لكن التغير في القيادة قد يبدل هذا الالتزام.

وأكد نعمان العابد أن احتمال تجدد الهجمات المتبادلة بين إيران والاحتلال الإسرائيلي يظل قائمًا في أي لحظة، خاصة في ظل عدم رضا رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الوضع الراهن، وسياسته المستمرة التي تعتمد على الحسم العسكري والضربات الاستباقية، مضيفًا أن إسرائيل قد تجد في أي ذريعة، كما حدث في سوريا واليمن ولبنان، مبررًا لتوجيه ضربات جديدة لإيران أو حلفائها في المنطقة.