أثار غياب رئيس الوزراء عن تقديم واجب العزاء أو إصدار أي تصريح رسمي بخصوص حادث فتيات شهداء حادث الطريق الإقليمي الذي وقع بكفر السنابسة التابعة لمركز ومدينة منوف حالة من الجدل والتساؤلات على المستويين الشعبي والإعلامي، خاصة في ظل التفاعل الواضح من مؤسسات كبرى كالأزهر الشريف ووزارة التضامن الاجتماعي، اللتين عبّرتا عن حزنهما وتضامنهما مع أسر الضحايا

مقال مقترح: جراحة نادرة تنقذ رضيعة من الاختناق في مستشفى الخانكة التخصصي
وزيرة التضامن.. الحاضرة في مشهد الحزن
وفي الوقت الذي انتظر فيه الرأي العام تحركًا من رئيس الوزراء، ظهرت وزيرة التضامن في موقع الحدث، حيث قامت بزيارة أسر الفتيات وقدّمت العزاء، مؤديةً دورًا اجتماعيًا وإنسانيًا يتماشى مع دور الوزارة في مثل هذه الكوارث، كما وعدت بتقديم الدعم اللازم للأسر المتضررة، ما ساهم في امتصاص بعض من الصدمة المجتمعية.
الأزهر ينعى الضحايا
من جانبه، أصدر الأزهر الشريف بيانًا رسميًا ينعي فيه الفتيات، معبرًا عن حزنه العميق للحادث الأليم، داعيًا بالرحمة للضحايا والصبر لأسرهم، ومؤكدًا على أهمية الالتفاف المجتمعي في مثل هذه المواقف المؤلمة.
مواضيع مشابهة: تنفيذ 35 قرار إزالة للتعديات على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة
محافظ المنوفية
وتقدم اللواء إبراهيم أبو ليمون، محافظ المنوفية، اليوم واجب العزاء في شهداء حادث الطريق الإقليمي الذي وقع بكفر السنابسة التابعة لمركز ومدينة منوف خلال سرادق العزاء الجماعي المقام بالقرية.
وشارك في مراسم العزاء عدد من كبار المسؤولين والشخصيات العامة، منهم اللواء عبدالله الديب، السكرتير العام للمحافظة، والمحافظ المساعد المحاسب خالد النمر، إلى جانب الدكتور صبحي شرف، نائب رئيس جامعة المنوفية لشئون خدمة المجتمع، والدكتور ناصر عبد البارئ، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والعميد محمد جعفر المستشار العسكري للمحافظة.
رئيس الوزراء.. غياب له احتمالات
حتى لحظة كتابة هذا الخبر، لم يصدر عن رئاسة الوزراء أو مكتب رئيس الحكومة أي بيان أو تعليق على الحادث، ما اعتبره البعض “تجاهلًا غير مبرر”، فيما رآه آخرون نابعًا من اعتبارات أخرى.
وبحسب بعض المراقبين، فإن هناك عدة تفسيرات محتملة لهذا الغياب، قد يكون رئيس الوزراء مرتبطًا بأعمال حكومية أو لقاءات دبلوماسية غير مدرجة ضمن النشرات الإعلامية، الأمر الذي أعاقه عن التفاعل مع الحادث بشكل علني أو رسمي، في مثل هذه الحوادث، يتم عادة تفويض وزارات التضامن والداخلية والصحة لإدارة الأزمة، خاصة إذا كانت الأبعاد الإنسانية والأمنية تحتاج إلى معالجة ميدانية أكثر من رمزية، وقد يكون هناك تفويض في الملف لوزارات معنية، يرى البعض أن رئيس الحكومة اختار البقاء خارج الصورة تفاديًا لأي تفسيرات سياسية أو انتقادات محتملة قد تُثار حول “توظيف الحادث”، خاصة في ظل استمرار التحقيقات الرسمية حول الملابسات.
ردود فعل شعبية متباينة
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تباينت ردود الفعل بين من اعتبر الغياب “غير إنساني” و”دليلًا على ضعف التفاعل الرسمي مع الحوادث الاجتماعية”، وبين من رأى أن “الرمزية لا تكفي”، وأن ما يهم فعلًا هو تقديم خدمات حقيقية للأسر المنكوبة.
في انتظار موقف رسمي واضح
يبقى السؤال معلقًا في الشارع المصري: هل يصدر عن رئاسة الحكومة توضيح بشأن الحادث؟ أم أن الصمت سيستمر على اعتبار أن الوزارات المختصة قد قامت باللازم؟
وفي كل الأحوال، يعيد هذا الحادث الأليم تسليط الضوء على أهمية الحضور الرسمي في الأزمات المجتمعية، ليس فقط للتضامن، بل لإرسال رسالة طمأنة بأن الدولة بجميع مؤسساتها لا تتخلف عن مواطنيها في وقت الشدة.