تستمر أسعار النفط العالمية في تقلباتها الملحوظة، نتيجة للتوترات الجيوسياسية المستمرة، بالإضافة إلى تزايد التوقعات حول مستويات الطلب العالمي، خاصة من الدول الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة.

شوف كمان: بعد الضربة الأميركية لإيران الدولار يرتفع إلى 51 جنيها في البنوك المصرية
التوترات الجيوسياسية
شهدت أسعار النفط انخفاضًا ملحوظًا خلال الأسبوع الأخير من يونيو، بسبب بيانات تشير إلى تباطؤ النشاط الصناعي في الصين، وزيادة مخزونات الخام في الولايات المتحدة، مما أثار القلق حول تباطؤ الطلب العالمي، وسجل خام برنت مستويات قريبة من 83 دولارًا للبرميل، بينما استقر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي عند حوالي 78 دولارًا للبرميل.
وفي هذا السياق، أوضح د. جمال الدين، خبير اقتصادي، أن “الأسواق النفطية تواجه ضغطًا مزدوجًا، يتمثل في ضبابية السياسات النقدية في أمريكا، والتباطؤ الاقتصادي في آسيا، ولكن يجب مراقبة موقف أوبك+ بشأن التخفيضات، حيث أن العودة المفاجئة للإنتاج قد تؤدي إلى انهيار سعري، بينما استمرار التخفيضات قد يرفع الأسعار فوق 90 دولارًا للبرميل في الربع الأخير من 2025”.
مقال مقترح: احصل على قرض البتلو من البنك الزراعي المصري بمناسبة عيد الأضحى
تستمر منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” وحلفاؤها ضمن تحالف “أوبك+” في مراقبة السوق، حيث لا تزال تخفيضات الإنتاج الطوعية من بعض الأعضاء قائمة، ومن المتوقع مراجعة السياسات في الاجتماعات المقبلة لتقييم تأثير هذه التخفيضات على استقرار السوق.
آفاق النصف الثاني من 2025
تشير توقعات وكالة الطاقة الدولية إلى أن السوق قد يشهد عجزًا محدودًا في المعروض في النصف الثاني من العام إذا استمر الطلب قويًا، خاصة مع حلول فصل الصيف وارتفاع استهلاك الوقود في العديد من الدول.
السوق المصري.. في مرمى التأثير يرتبط الاقتصاد المصري بأسعار النفط بشكل مباشر، سواء عبر فاتورة استيراد الخام والمنتجات البترولية، أو من خلال تأثير الأسعار على دعم الطاقة ومعدلات التضخم، وفي هذا السياق، قال مصدر حكومي مطلع في تصريحات لـ”نيوز رووم”:
“كل دولار زيادة في سعر البرميل يُكلّف الموازنة العامة حوالي 1.5 مليار جنيه سنويًا، لذا تتابع وزارة المالية بالتنسيق مع وزارة البترول تحركات السوق العالمية عن كثب”
تأثيرات متباينة على الدول المنتجة والمستهلكة.
الدول المصدرة: تترقب عائدات إضافية من استقرار الأسعار فوق 80 دولارًا للبرميل، مما يدعم موازناتها العامة
أما الدول المستهلكة مثل مصر: فإنها تعاني من ضغوط تضخمية نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة، مما قد يدفعها إلى إعادة النظر في آليات التسعير المحلي ودعم المحروقات
يبقى سوق النفط مرآة للاقتصاد العالمي، حيث يتأثر بالأحداث السياسية، والطقس، والقرارات الاستثمارية، ومع هذه الديناميكية، يبدو أن التوازن الدقيق بين العرض والطلب سيظل العامل الحاسم في تحديد اتجاه الأسعار في الأشهر المقبلة، مع ترقب خاص من جانب الاقتصادات الناشئة مثل مصر التي تبحث عن معادلة دقيقة بين الأسعار العالمية واحتياجات السوق المحلي.