إيران مستعدة لنقل اليورانيوم في إطار اتفاق نووي شامل مع واشنطن

أعلن مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، أن بلاده مستعدة للنظر في إمكانية نقل جزء من مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى خارج البلاد، إذا تم التوصل إلى اتفاق شامل مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني.

إيران مستعدة لنقل اليورانيوم في إطار اتفاق نووي شامل مع واشنطن
إيران مستعدة لنقل اليورانيوم في إطار اتفاق نووي شامل مع واشنطن

وأضاف أن هذا الخيار يأتي ضمن مقترحات مرنة من طهران، لكنه مشروط برفع العقوبات واحترام السيادة الإيرانية.

ووفقاً لما نقله موقع “المونيتور”، أوضح إيرواني أن نقل اليورانيوم المخصب بنسبة 20% و60% إلى دولة أخرى “ليس خطاً أحمر”، مؤكداً أن البديل هو بقاء هذا المخزون داخل الأراضي الإيرانية، لكن تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

رفض التنازل عن الإنتاج المحلي لليورانيوم

رغم هذا الانفتاح النسبي، شدد إيرواني على أن إيران “لن تتنازل بأي حال من الأحوال عن حقها في إنتاج اليورانيوم محلياً”، وهو شرط ترفضه الولايات المتحدة وتعتبره عقبة أمام التوصل لاتفاق دائم، وأشار إلى أن بلاده تعتبر هذا الحق جزءاً من سيادتها العلمية والاقتصادية.

هذا الموقف يعيد التأكيد على الخلاف الأساسي الذي حال دون إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، والذي انسحب منه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عام 2018، وأعاد فرض عقوبات قاسية على طهران.

الصواريخ الباليستية.. خارج طاولة التفاوض

وفي جانب آخر من التصريحات، أوضح إيرواني أن برنامج إيران للصواريخ الباليستية “غير قابل للتفاوض”، مشيراً إلى أن أي اتفاق مستقبلي “لن يتضمن تنازلات في هذا الملف”، الذي تعتبره طهران جزءاً من قدراتها الدفاعية الردعية.

وأكد المندوب الإيراني أن المفاوضات المستقبلية يجب أن تشمل في المقابل رفع العقوبات المفروضة على بلاده، خاصة تلك التي طالت القطاعين المالي والنفطي.

وتأتي تصريحات إيرواني بعد ساعات من “تغريدة” لوزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، عبر منصة “إكس”، عبّر فيها عن استعداد طهران “من حيث المبدأ” لاستئناف المحادثات النووية مع واشنطن، داعياً الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى “تهدئة لهجته” تجاه القيادة الإيرانية.

وكتب عراقجي: “إذا كان الرئيس ترامب جاداً في رغبته بالتوصل إلى اتفاق، فعليه أن يتخلى عن لهجته المهينة تجاه المرشد الأعلى علي خامنئي، وأن يكفّ عن الإساءة لملايين من أتباعه”، وأضاف: “حسن النية يولد حسن النية، والاحترام يولد الاحترام”

محادثات جديدة

وكان ترامب قد صرّح مؤخراً بأن جولة جديدة من المحادثات مع إيران “ستُعقد الأسبوع المقبل”، دون أن يقدم تفاصيل إضافية.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه الضغوط الإقليمية والدولية من أجل كبح جماح البرنامج النووي الإيراني، وسط قلق متزايد من احتمالات الوصول إلى العتبة النووية.

وبينما لا تزال الثقة غائبة بين الطرفين، تشير إشارات الانفتاح من طهران إلى رغبة في خفض التوتر، لكن بشروط تراها غير قابلة للتنازل، وهو ما قد يعيد المفاوضات إلى المربع الأول.