خبير سياسي يؤكد أهمية محاربة الفقر وتحسين المرتبات بعد الحادث الإقليمي

علق الخبير السياسي سامح عسكر على حادثة المنوفية التي شهدت فقدان 19 من بنات قرى مركز منوف نتيجة اصطدام سيارة نقل كبيرة مع مايكروباص.

خبير سياسي يؤكد أهمية محاربة الفقر وتحسين المرتبات بعد الحادث الإقليمي
خبير سياسي يؤكد أهمية محاربة الفقر وتحسين المرتبات بعد الحادث الإقليمي

أهم الدروس المستفادة من واقعة طريق الموت

 

ناقش الخبير السياسي الحادثة من منظور الفقر والمرتبات غير الكافية للمواطنين، حيث أكد أن من أهم دروس هذه الواقعة هي ضرورة تحسين المرتبات ورفع الحد الأدنى للأجور بما يتماشى مع مستوى المعيشة، بالإضافة إلى أهمية التزام الشركات والقطاع الخاص وأصحاب رؤوس الأموال بقرارات الدولة وعدم التحايل عليها بأي شكل من الأشكال.

وكتب الخبير السياسي سامح عسكر على صفحته الشخصية عبر منصة “إكس”:

“حادثة الطريق الإقليمي والدرس المستفاد.. في عام 2002 كنت أعمل في منطقة قريبة من تلك الواقعة، وهي منطقة نكلا وبرقاش، حيث كانت مهمتي توصيل بعض المواد لمزارع الطريق الصحراوي، وكانت رواتب عمال التراحيل في مزارع العنب لا تتجاوز 4 جنيهات يوميًا، في وقت كان الحد الأدنى المفترض 250 جنيهًا في الشهر، أي نصف الحد الأدنى.”.

وتابع “كان أكثر من ثلاثة أرباع عمال التراحيل من الأطفال دون السن القانونية، وأتذكر أن الأب كان يأتي بأبنائه وبناته الصغار للعمل معه لتوفير لقمة العيش، حيث كان الأب يأتي بأبنائه مهما كانوا كُثر حتى لو كانوا سبعة.”.

وأضاف: “تواصلت بعدها مع بعض موظفي تلك المزارع بعد 15 عامًا، ووجدت الوضع كما هو، فهي ثقافة متجذرة في أبناء تلك المنطقة، وأشهد للإنصاف أنها لم تكن موجودة في مناطق أخرى مثل محافظة الغربية، قد توجد بعض المناطق في محافظات أخرى تخلو من هذه الظاهرة، لكن هذه المنطقة تحديدًا لديها ثقافة تشغيل الصغار والأطفال في المزارع، وهي ظاهرة منتشرة للغاية في معظم مناطق الصعيد.”

حادثة الطريق الإقليمي والدرس المستفاد.

في عام 2002 كنت أعمل في منطقة قريبة من تلك الواقعة، وهي منطقة نكلا وبرقاش، حيث كانت مهمتي توصيل بعض المواد لمزارع الطريق الصحراوي، وكانت رواتب عمال التراحيل في مزارع العنب 4 جنيهات يوميًا، في وقت كان الحد الأدنى المفترض 250 جنيهًا في….

— سامح عسكر (@sameh_asker).

وأكمل: “الفقر هو المحفز الرئيسي لهذه الظاهرة، وهو حالة اجتماعية تؤثر على العديد من مناطق الجمهورية، حيث يشجع رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال وذوي الشركات على التملص من الالتزام بقرارات الدولة المتعلقة بالحد الأدنى للأجور.”

وتابع: “تخيل لو كان هناك التزام فعلي بالحد الأدنى للأجور، أو كانت هناك رواتب تناسب مستوى المعيشة، هل ستضطر الأسر المصرية لتشغيل أبنائها في سن مبكرة؟”

الدروس المستفادة من الحادثة

وأكد: “من أولى دروس هذه الواقعة هي ضرورة تحسين المرتبات ورفع الحد الأدنى للأجور بما يتماشى مع مستوى المعيشة، بالإضافة إلى أهمية إنشاء جهاز رقابي لضمان الالتزام بهذه القرارات.”

وتابع: “الدرس الثاني هو أن الفقر لا يدفع الأسر إلى تنظيم النسل كما يُعتقد، بل يدفعهم إلى التوالد والتكاثر أكثر لحل المشكلات المادية، حيث يوجد مثل شعبي يقول (خَلّف عيال علشان يسندوا ظهرك)، وهذا هو السبب الرئيسي لفشل الدولة في تنظيم الأسرة منذ الحقبة الناصرية، فالفقر يدفع المصريين للتوالد وزيادة النسل بشكل عكسي لا يتماشى مع مستوى المعيشة.”

واختتم: “توجد دروس أخرى مهمة مثل ثقافة تعاطي السائقين للمخدرات، وتطوير وتنمية الطرق الواسعة والدولية والإقليمية، سأعود إلى هذه النقاط بالتحليل والرؤية من زوايا مختلفة، مع ضرورة معالجة هذه المشكلات بالتوازي مع تحسين الأوضاع المعيشية للمصريين، فهي السبب الرئيسي وراء حدوث هذه الفاجعة، ويجب الاهتمام بثقافة تشغيل الأبناء والتعامل معها بواقعية واحترام، بدلاً من تحميل المواطن كل المسؤوليات في وقت نبرئ فيه المسؤولين ونلتمس لهم الأعذار.”