شهد قطاع التعدين التقليدي في السودان مأساة جديدة، حيث سقط أكثر من 50 عاملاً تحت أنقاض انهيار ضخم في منجم ذهب يقع في منطقة “هويد” الصحراوية بين مدينتي عطبرة وهيا، ويُعتبر هذا الحادث من أخطر الكوارث التي شهدها قطاع التعدين الأهلي في السنوات الأخيرة، مما يكشف مجددًا عن هشاشة أوضاع السلامة وغياب الرقابة في هذا القطاع الحيوي.

ممكن يعجبك: استئناف رحلات القطارات بين موسكو وبيونغ يانغ هذا الشهر
تفاصيل الحادث
وقع الانهيار مساء السبت، عندما انهارت كميات ضخمة من الرمال والصخور على عمال كانوا ينقبون داخل منجم تقليدي بسيط، وذكرت مصادر محلية وشهود عيان أن عمليات انتشال الجثث جرت ببطء شديد وبجهود ذاتية، نتيجة نقص المعدات الثقيلة والكوادر المتخصصة، مما ساهم في تفاقم حجم الخسائر البشرية.
هشاشة السلامة وغياب الرقابة الرسمية
تعكس هذه الكارثة هشاشة إجراءات السلامة في مواقع التعدين الأهلي، التي تتميز بالطابع غير المنظم والبدائي، ويعتمد عليها آلاف السودانيين كمصدر دخل في ظل الأزمات الاقتصادية المتصاعدة، ومن الجدير بالذكر أن منطقة “هويد” شهدت انهياراً مماثلاً في أبريل الماضي، مما أسفر عن إصابات وخسائر مادية، ما يزيد من خطورة غياب الرقابة التنظيمية.
كما طالب أهالي الضحايا ونشطاء حقوق الإنسان بفتح تحقيق مستقل وعاجل لمعرفة أسباب الانهيار، مع دعوات ملحة لوضع ضوابط صارمة لتنظيم أنشطة التعدين التقليدي، وتوفير معدات الحماية وفرق الإنقاذ في المواقع النائية، وأكدوا على ضرورة فرض رقابة فعلية على التنقيب التقليدي لتجنب المزيد من الخسائر.
مقال مقترح: “فوكس نيوز” تكشف عن استعداد الكونجرس الأمريكي لتسليح إسرائيل بأسلحة استراتيجية
التعدين التقليدي
يمثل التعدين التقليدي للذهب نشاطاً اقتصادياً أساسياً في معظم ولايات السودان، ولكنه يظل من أخطر القطاعات نتيجة غياب الإشراف الحكومي المباشر، مما يجعل العاملين فيه عرضة لحوادث متكررة ومميتة، في ظل تقاعس رسمي مستمر عن تنظيم وضبط هذا النشاط الحيوي.