أشار محمد رضا عارف، النائب الأول لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلى أن جميع فئات المجتمع، بما في ذلك المعارضة، قدمت نموذجًا مميزًا للوحدة والتلاحم الوطني أثناء الحرب مع العدو الإسرائيلي، موضحًا أن العديد من وسائل الإعلام التي كانت تُعتبر معارضة، تخلت عن خلافاتها وساهمت في الدفاع عن البلاد، انطلاقًا من شعورها بالمسؤولية تجاه الهوية الوطنية.

ممكن يعجبك: توتر دبلوماسي بين باريس وتل أبيب عقب تصريحات ماكرون عن غزة
جاء ذلك خلال زيارة عارف إلى مقر وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية “إرنا”، حيث التقى برئيسها التنفيذي وعدد من الكوادر الإدارية والتحريرية.
وأعرب عارف خلال اللقاء عن تقديره للدور المحوري الذي أدته الوكالة ووسائل الإعلام المحلية خلال فترة الحرب التي استمرت 12 يومًا، مشددًا على أن الإعلام أثبت حضوره وقدرته على المواجهة المهنية.
وأشار إلى أن الكيان الصهيوني كان يراهن على تفتت الجبهة الداخلية وسقوط النظام تحت وطأة الهجوم، إلا أن وقوف الشعب الإيراني صفًا واحدًا أثبت فشل هذه الحسابات، وأظهر مدى ارتباط المواطنين بوطنهم وقيمهم حتى في ظل الأزمات والضغوط.
التحركات الاحتجاجية
وأضاف نائب الرئيس الإيراني أن التحركات الاحتجاجية التي شهدتها البلاد في مراحل سابقة كانت تعبيرًا عن رغبة صادقة في تصحيح المسار، ولم تكن موجهة ضد النظام أو الثورة، مشيرًا إلى أن الحرب الأخيرة أظهرت بوضوح وحدة الصف الداخلي، وهو ما اعتبره من أهم المكاسب الوطنية في هذه المرحلة، وأكد أن الكيان الصهيوني، الذي اعتاد استخدام أساليب غير مباشرة لضرب استقرار إيران لأكثر من أربعين عامًا، اضطر هذه المرة إلى الانخراط في مواجهة عسكرية مباشرة.
مقال له علاقة: طبول الحرب تدق في الشرق الأوسط مع استعداد إسرائيل لضرب إيران وتحذيرات دولية
وحذّر عارف من الركون إلى حالة وقف إطلاق النار، مؤكدًا أنه لا يمكن الوثوق بالعدو، خاصة في ظل تاريخه الطويل من نقض العهود، مدعومًا من الولايات المتحدة التي تُعتبر الشريك الأساسي له، مؤكدًا أن الحرب اندلعت رغم وجود خمس جولات من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، حيث كانت التوقعات تشير إلى إمكانية التوصل إلى تفاهم، لكن الغرب اختار بدلاً من ذلك طريق التصعيد.
وأشار المسؤول الإيراني إلى أن بلاده نجحت في التصدي للعدوان بفضل ما تمتلكه من قدرات علمية وتقنية وطنية، مؤكدًا أن مختلف القطاعات الإيرانية شاركت في هذا الجهد الوطني، وأن الحرب أظهرت جزءًا من الإمكانات الحقيقية التي تمتلكها البلاد.
وفي ختام حديثه، ثمن نائب الرئيس الإيراني الدور الذي لعبته وكالة “إرنا” الإيرانية والمؤسسات الإعلامية في مواجهة الحملات الإعلامية الأجنبية، مشيدًا بتضحيات العاملين في الميدان، ومشيرًا إلى استشهاد تسعة إعلاميين خلال تغطيتهم للأحداث، معتبرًا إياهم شهداء الكلمة والحقيقة.