بين وعود السلام المفقودة والتصعيد العسكري.. كيف نستوعب ترامب؟

منذ بداية حملته الانتخابية، كان دونالد ترامب يعد الناخبين بأنه، بمجرد وصوله إلى السلطة، سيصبح الزعيم الذي يسعى لملء العالم بالسلام، وأنه سيسعى لإنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية، بالإضافة إلى النزاعات التي تثيرها إسرائيل في الشرق الأوسط.

بين وعود السلام المفقودة والتصعيد العسكري.. كيف نستوعب ترامب؟
بين وعود السلام المفقودة والتصعيد العسكري.. كيف نستوعب ترامب؟

لكن، على الرغم من جلوسه على كرسي البيت الأبيض منذ يناير، لا تزال الحرب الروسية-الأوكرانية مستمرة، والمغامرات العسكرية لنتنياهو في المنطقة تتزايد، بل إنه شارك في قصف المفاعلات النووية الإيرانية، ومع ذلك، لا يزال يُصوّر نفسه كرجل السلام.

منظور ترامب للسلام

بحسب محمد العالم، الخبير في الشأن الأمريكي، فإن ترامب لديه رؤية مغايرة للسلام، إذ يتبنى استراتيجية “السلام من خلال القوة”، مما يعني أنه يسعى لإخضاع خصومه أولًا قبل التفاوض معهم.

وأشار “العالم” في حديثه مع “نيوزرووم” إلى أن استخدام ترامب للقوة ضد الحوثيين وإيران قد يفتح المجال لمزيد من التدخلات العسكرية في المنطقة.

السلام من خلال القوة

وأكد العالم أن استراتيجية السلام من خلال القوة ليست فعالة تمامًا، فكل دولة لها ظروفها الخاصة، وحل القضايا الإقليمية يتطلب أكثر من مجرد هجمات جوية عسكرية.

قد يعتقد البعض أن استراتيجية ترامب قد بدأت تؤتي ثمارها، خاصة بعد توقف الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل عقب التدخل الأمريكي وقصف المفاعلات النووية، إلا أن “العالم” أوضح أن الاتفاق بين تل أبيب وطهران هزيل.

سبب هشاشة الاتفاقية

وشرح الخبير أن هشاشة الاتفاقية تعود إلى أن إسرائيل تبحث عن مبررات جديدة لاستئناف الحرب، حيث تتحدث الآن عن أن إيران بدأت في إعادة تأهيل برنامجها النووي، مما يدل على أن الإسرائيليين يخططون لدخول صراع جديد مع طهران.

كما أشار “العالم” إلى أن استقرار الاتفاقية بين إيران مرتبط بشكل كبير بمصير الحرب في قطاع غزة، حيث صرح ترامب بأن هناك محاولات جدية لوقف إطلاق النار الأسبوع المقبل.

وجهة نظر العالم

أكد محمد العالم أن ترامب لن ينجح سوى في إبرام اتفاقيات محدودة في الشرق الأوسط، تؤجل الصراع، طالما لم يتم معالجة جذور الأزمة في المنطقة، التي تتعلق بعودة الحقوق الفلسطينية، وإنهاء الهيمنة الإسرائيلية.

وأشار العالم إلى أن سياسات ترامب، التي تتظاهر بأنها تسعى للسلام، مثل محاولات تطبيع العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية، لن تعود بالنفع سوى على إسرائيل، طالما تم تهميش الحقوق الفلسطينية، والانحياز للاحتلال، لكنه أبدى شكوكه في قدرة ترامب على تحقيق هذا السلام الشكلي في ظل السياسات الإسرائيلية المتطرفة.

الصراع الروسي-الأوكراني

وبعيدًا عن الشرق الأوسط، تناول العالم الصراع الروسي-الأوكراني، والجهود الأمريكية التي لم تحقق النجاح حتى الآن في إنهاء الحرب.

قال العالم إن الصراع الروسي-الأوكراني لن يُحل قريبًا، خصوصًا أن روسيا اتخذت خطوات هامة في أوكرانيا وتسيطر على أراضٍ واسعة، مما يجعل أي حديث عن السلام يجب أن يتم بشروطها، بينما ترامب يرغب في تحقيق ذلك وفق شروطه التي لا يتفق الروس معها.

كما أشار العالم إلى أن ترامب يتعهد بإرسال مزيد من الإمدادات العسكرية لأوكرانيا، وقد يتبع نهج بايدن، مما يعني أن الصراع سيستمر دون نهاية قريبة.

تحقيق مصالح بلاده

وفقًا للظروف الحالية والسياسات الخارجية لترامب، يرى “العالم” أن ترامب يسعى لإنهاء صراعات معينة، لكن بشروطه الخاصة، حيث يدمج بين القوة العسكرية والاقتصادية لتحقيق مصالح بلاده، وبالتالي، فإنه بعيد تمامًا عن أن يُوصف بأنه رجل سلام حقيقي.