الأقمار الصناعية تظهر نشاطاً ملحوظاً في منشأة فوردو بعد الغارات الأمريكية|صور

نشر موقع “ماكسار تكنولوجيز” صوراً عالية الدقة للأيام التي تلت الغارات الجوية الأمريكية على منشأة فوردو النووية، يوم الأحد الماضي، حيث تُظهر الصور حفارة وأشخاصاً بالقرب من الفتحة الشمالية لمجمع تخصيب اليورانيوم تحت الأرض، كما رصدت رافعة على المدخل، بالإضافة إلى مركبات منتشرة على طول الطريق المؤدي للموقع، وفقاً لما ذكرته “فوكس نيوز”.

الأقمار الصناعية تظهر نشاطاً ملحوظاً في منشأة فوردو بعد الغارات الأمريكية|صور
الأقمار الصناعية تظهر نشاطاً ملحوظاً في منشأة فوردو بعد الغارات الأمريكية|صور

وتظهر الصور أيضاً مبنى مدمراً بالكامل محاطاً بآلات الحفر وركام الغبار، بالإضافة إلى حفرة وعلامات احتراق على يمين الطريق الغربي، كما تُظهر الصور ستّ حفر بارزة وتراكماً ملحوظاً للأتربة الرمادية الناتجة عن القصف الذي وقع في 22 يونيو.

منشأة فوردو.

غارة إسرائيلية تُعزز القصف الأمريكي

في اليوم التالي، أكدت إسرائيل تنفيذ غارة ثانية على نفس المنشأة، مستهدفة الطرق المؤدية إليها، وهو ما اعترف به المسؤولون الإيرانيون لاحقاً، حيث تكشف هذه الضربات المشتركة عن تنسيق استخباري مزدوج بين واشنطن وتل أبيب لضرب أهداف استراتيجية في قلب النظام الإيراني.

من جانبه، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن منشأة فوردو تعرضت لـ”دمار شامل”، ورداً على ذلك، قال علي لاريجاني، مستشار المرشد علي خامنئي، بشكل ساخر: “دعهم يفرحون”، في رسالة تعكس استهزاءه بالأثر الحقيقي للضربة.

منشأة فوردو.

جروسي: إيران تتعافى خلال أشهر

بدوره، صرّح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، أن الضربات على فوردو ونطنز وأصفهان عطّلت بشكل كبير البرنامج النووي الإيراني، لكنه حذّر من أن طهران قد تستأنف إنتاج اليورانيوم المخصّب “خلال أشهر”، مما يعني أن الضرر طالما كانت المنشآت قادرة على التعافي.

منشأة فوردو.

فوردو: حصن نووي تحت الأرض

توجد فوردو جنوب غربي طهران، داخل مجمع أنفاق تحت جبل على عمق نحو نصف ميل، ضمن قاعدة تابعة للحرس الثوري، حيث بُنيت لتحصين التخصيب النووي ضد الضربات الجوية التقليدية، مع تعزيز دفاعات جوية متقدمة.

تضم المنشأة ساحتين تحتويان كل واحدة على 8 منصّات لطرد مركزي من طراز IR‑1، بإجمالي نحو 3 آلاف جهاز، ورغم اتهامات الدول الغربية بأن فوردو كانت جزءًا من برنامج عسكري سري يُعرف بـ “خطة عماد”، تصر الحكومة الإيرانية على أن المنشأة تُستخدم لحماية حقها في التخصيب المدني، وتبرّر تحصينها بأنه إجراء احترازي دفاعي ضد التهديدات المتزايدة من الولايات المتحدة وإسرائيل.

وتكشف حركة المعدات والآليات والمركبات بعد الغارات عن تقييم إسرائيلي-أمريكي مستمر لنجاعة الضربات على فوردو، ومع إعلان جروسي عن إمكانية التعافي السريع، يبقى ملف المنشآت النووية الإيرانية في قلب صراع طويل بين قوى دولية تسعى لإعاقة البرنامج، وطهران التي تعمل على ضمان استمراريته تحت الأرض.