تتجه أنظار عشاق كرة القدم إلى ملعب “كامبينج وورلد” في أورلاندو، حيث يستعد نادي الهلال السعودي لمواجهة تاريخية أمام مانشستر سيتي الإنجليزي في دور الـ16 من كأس العالم للأندية 2025.

مواضيع مشابهة: محمد يوسف يكشف مصير الشحات وأفشة واستمرارهما مع الأهلي
تعتبر هذه المباراة الأولى من نوعها بين الفريقين، فهي ليست مجرد مباراة إقصائية، بل تمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرات “الزعيم” الآسيوي أمام أحد أعتى أندية أوروبا بقيادة المدرب بيب جوارديولا.
يدخل الهلال هذا التحدي بسجل حافل من المواجهات الأوروبية، حيث أظهر دائمًا شخصية قوية وتنافسية، رغم بعض الفوارق الفنية والبدنية التي قد تظهر في بعض الأحيان.
سوف نستعرض في هذا التقرير سجل الهلال أمام الأندية الأوروبية، ونحلل أداءه السابق لاستشراف ما يمكن توقعه في هذه المواجهة المرتقبة.
سجل الهلال أمام الأندية الأوروبية: مزيج من التحدي والإثارة
خاض الهلال أربع مواجهات أمام أندية أوروبية في كأس العالم للأندية، جميعها ضد فرق ذات ثقل عالمي، مما يعكس طموحه في المنافسة على أعلى المستويات.
أولى هذه المواجهات كانت أمام تشيلسي في نصف نهائي مونديال 2022، حيث انتهت المباراة بخسارة الهلال 0-1 في مباراة شهدت سيطرة دفاعية من البلوز.
وفي نهائي 2023، واجه الهلال ريال مدريد في مباراة دراماتيكية انتهت بخسارة 3-5، لكن الأخضر ترك بصمة لافتة بتسجيله ثلاثة أهداف في شباك بطل أوروبا.
هذا العام، في دور المجموعات لمونديال 2025، فرض الهلال تعادلًا مثيرًا 1-1 على ريال مدريد، وتعادل سلبيًا مع ريد بول سالزبورج، مما يعكس قدرته على المنافسة أمام أندية أوروبية متنوعة.
تفاصيل المواجهات:
تشيلسي (2022، نصف النهائي): خسارة 0-1، سيطرة دفاعية من تشيلسي، مع استحواذ هلالي بلغ 48% و5 تسديدات فقط
ريال مدريد (2023، النهائي): خسارة 3-5، مباراة هجومية مفتوحة، سجل الهلال 3 أهداف (سالم الدوسري وموسى ماريجا)، مع 12 تسديدة و45% استحواذ
ريال مدريد (2025، دور المجموعات): تعادل 1-1، أداء متوازن، هدف من سالم الدوسري، واستحواذ 42%، مع 8 تسديدات
ريد بول سالزبورج (2025، دور المجموعات): تعادل 0-0، مباراة تكتيكية، 6 تسديدات هلالية، وتصديات مميزة من ياسين بونو
تحليل الأداء: نقاط قوة وضعف
تكشف الأرقام عن قدرة الهلال على تقديم أداء تنافسي أمام الأندية الأوروبية، حيث بلغ متوسط استحواذه 44.5% في هذه المواجهات، مع تسجيل 4 أهداف في 4 مباريات، وهو رقم جيد مقارنة بالفوارق الفنية.
الفريق أظهر انضباطًا تكتيكيًا تحت قيادة سيموني إنزاجي، مع 55% نجاح في الالتحامات الأرضية، و38% في المراوغات الناجحة.
لكن نقاط الضعف تتجلى في قلة العرضيات الناجحة (نسبة نجاح 15% فقط)، وضعف اللمسة الأخيرة في بعض المباريات، حيث أهدر الهلال 8 فرص كبيرة في مواجهاته الأربع.
دفاعيًا، أظهر الهلال صلابة نسبية، حيث سجل 80 عملية تشتيت و25 اعتراضًا في هذه المواجهات، مع تألق ياسين بونو بـ12 تصديًا حاسمًا.
لكن الضغط العالي من الفرق الأوروبية كشف عن صعوبات في الحفاظ على الكرة (فقدان الاستحواذ 180 مرة في المتوسط لكل مباراة)، مما يتطلب تحسين التمريرات تحت الضغط.
تُعد مواجهة مانشستر سيتي تحديًا مختلفًا، نظرًا لأسلوب جوارديولا القائم على السيطرة والاستحواذ العالي (متوسط 65% في مونديال 2025).
الهلال، بتكتيك 4-2-3-1، سيحتاج إلى الاعتماد على هجمات مرتدة سريعة بقيادة سالم الدوسري وميتروفيتش، مع تعزيز الصلابة الدفاعية عبر كوليبالي وبونو.
مواضيع مشابهة: أسطورة هولندا حسام غالي لاعب متكامل ولكنه من أكبر إخفاقاتي التدريبية
إحصائيًا، مانشستر سيتي سجل 10 أهداف في دور المجموعات (هالاند 5 أهداف)، بينما سجل الهلال 4 أهداف، مما يعكس الفارق الهجومي.
لكن نجاح الهلال في فرض التعادل على ريال مدريد يُظهر إمكانية تحدي السيتي إذا تحسنت فعالية العرضيات والإنهاء.
تمثل مواجهة الهلال ومانشستر سيتي فرصة ذهبية للزعيم لإثبات قدراته العالمية، سجله أمام الأندية الأوروبية يعكس مزيجًا من الشجاعة والتحدي، مع أداء هجومي لافت أمام ريال مدريد (2023) وصلابة تكتيكية أمام سالزبورج.
لكن التحدي أمام السيتي يتطلب تحسين اللمسة الأخيرة، وزيادة دقة العرضيات، والحفاظ على الكرة تحت الضغط العالي، إذا نجح إنزاجي في استغلال سرعة سالم وميتروفيتش، مع ضبط خط الوسط عبر نيفيز وميلينكوفيتش-سافيتش، قد يقدم الهلال مفاجأة.