أعلن الجيش السوداني، اليوم الثلاثاء، تصديه لهجوم بطائرات مسيّرة انتحارية شنّته قوات الدعم السريع على مدينتي مروي والدبة في الولاية الشمالية، حيث أوضحت الفرقة التاسعة عشرة مشاة في مدينة مروي أن قواتها اعترضت الهجوم عبر المضادات الأرضية بعدما استهدفت المسيّرات قاعدة مروي الجوية، مما يشير إلى تصعيد جديد يعكس استمرار التوترات العسكرية في شمال السودان.

مواضيع مشابهة: روسيا تعلن استيلاءها على قريتين في شرق أوكرانيا نوفوبيل وفودولاجي
الأمم المتحدة تحذّر: الجوع يهدد ملايين السودانيين وسط نقص التمويل
في ظل التصعيد الميداني، أطلقت الأمم المتحدة تحذيرات شديدة بشأن تفاقم الوضع الإنساني في السودان ودول الجوار، حيث أكدت أن نقص التمويل الحاد يهدد بوقف المساعدات الأساسية لملايين النازحين، مما ينذر بـ”كارثة غذائية شاملة”.
وحذّر شون هيوز، منسق الطوارئ لأزمة السودان في برنامج الأغذية العالمي، من أن:”ملايين اللاجئين السودانيين يعتمدون كليًا على مساعداتنا، لكن من دون تمويل إضافي، سنُجبر على خفضها بشكل كبير”
اقرأ كمان: ترامب وإيلون ماسك.. انتهاء علاقة مثيرة بين أقوى رجل في العالم وأغنى رجل فيه
وأضاف أن العائلات الأضعف والأطفال هم الأكثر عرضة لخطر الجوع وسوء التغذية، في ظل تراجع كبير في المساعدات الإنسانية.
نزوح جماعي ومجاعة تلوح في الأفق
ومنذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، تجاوز عدد النازحين 13 مليون شخص، من بينهم أكثر من 4 ملايين لاجئ فرّوا إلى دول الجوار، ويعيش اليوم أكثر من 8 ملايين شخص على شفا المجاعة، بينما يعاني 25 مليونًا من انعدام حاد في الأمن الغذائي.
وأفاد برنامج الأغذية العالمي أن تمويل المانحين انخفض بنسبة 40% لعام 2025 مقارنة بالعام السابق، بينما لم يحصل مكتب الشؤون الإنسانية سوى على 14.4% من التمويل المطلوب.
انقطاع تدريجي للمساعدات في دول الجوار
وأوضح برنامج الأغذية العالمي أن المساعدات للاجئين السودانيين في مصر، ليبيا، إثيوبيا، وجمهورية إفريقيا الوسطى توشك على التوقف بالكامل خلال الأشهر المقبلة، وفي مصر وحدها، التي تستضيف نحو 1.5 مليون لاجئ سوداني، تم تقليص المساعدات إلى 85 ألف لاجئ فقط، أي بانخفاض بنسبة 36% عمّا قبل أبريل، وإذا لم يتم توفير تمويل إضافي، فقد تنقطع المساعدات عن الأكثر احتياجًا بحلول أغسطس المقبل.
كارثة إنسانية وشيكة
وتؤكد الأمم المتحدة أن الأزمة السودانية لم تعد محلية فحسب، بل أصبحت إقليمية عابرة للحدود، تهدد دولًا تعاني من الهشاشة الاقتصادية وانعدام الأمن الغذائي.
كما يحذر خبراء إنسانيون من أن استمرار النزاع المسلح دون حلول سياسية، مع الانهيار التدريجي في دعم المانحين، سيدفع السودان ودول الجوار إلى أسوأ كارثة إنسانية في تاريخ المنطقة الحديث.