أكدت الدكتورة نيفين وهدان، أستاذة العلوم السياسية، أن زيارة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العاصمة الأمريكية واشنطن ولقاءه المرتقب بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تأتي في لحظة مفصلية تعكس تحركًا استراتيجيًا يعيد رسم معادلة القوة في الشرق الأوسط، تحت قيادة أمريكية لا تتبنى مناطق رمادية بل تفصل بين الحلفاء والخصوم بمنطق الحسم لا المساومة.

مقال مقترح: بن جفير يؤكد عدم جواز التراجع ويصف إيقاف القتال في غزة بالخطأ التاريخي
أضافت وهدان، في تصريح خاص”نيوز روم” أن اللقاء ليس مجرد مجاملة بروتوكولية، بل يمثل نقطة انطلاق لمرحلة جديدة من إعادة تشكيل الإقليم، لافتة إلى أن ترامب منذ اليوم الأول في ولايته الثانية، عبّر بوضوح عن رغبته في استعادة السيطرة الأمريكية المباشرة على مفاصل القرار في المنطقة
وأوضحت وهدان، أن الإعلان عن هدنة مؤقتة في غزة قد يصدر عقب هذا اللقاء، ليس من القاهرة أو الدوحة، بل من البيت الأبيض نفسه، وذلك في إطار تقديم الهدنة كإنجاز أميركي إسرائيلي مشترك، يسمح لنتنياهو بالخروج من مأزق غزة دون تكبّد خسائر سياسية داخلية، ويعيد تقديم ترامب كرئيس “صانع للسلام” يفرض الحلول ولا يقترحها فقط.
زيارة نتنياهو لترامب د. نيفين وهدان: التهدئة في غزة لا تمثل نهاية المسار
وتابعت أستاذة العلوم السياسية أن التهدئة في قطاع غزة لا تمثل نهاية المسار، بل تمهد لطرح سيناريوهات متجددة لإدارة غزة، من خلال ترتيبات أمنية وسياسية مدعومة أمريكيًا، مقابل حزم اقتصادية وإنسانية تدار بأدوات إقليمية ودولية، بينما تبقى مصر الطرف العربي الوحيد القادر على الربط بين الإعلان السياسي والتنفيذ الميداني، بما يحفظ لها مكانة اللاعب الأساسي في المشهد الفلسطيني.
ممكن يعجبك: انقطاع شامل ومفاجئ للإنترنت في كوريا الشمالية: هل هو تعمد أم خلل فني؟
وأشارت إلى أن إيران عادت إلى صدارة الاستهداف الأمريكي، ليس فقط كملف نووي بل كتهديد استراتيجي إقليمي، حيث ترى إدارة ترامب أن سياسات إدارة بايدن منحت طهران مساحة خطيرة للتمدد، وأن الرد يجب أن يكون مباشرًا، من خلال ضربات محدودة ودقيقة تستهدف مواقع إيرانية في سوريا والعراق، مع الإبقاء على خيار التصعيد مفتوحًا حسب رد الفعل الإيراني.
وترى الدكتورة وهدان أن هذه المرحلة الأميركية الجديدة تضع الأنظمة العربية أمام لحظة تموضع فارقة، في ظل إدارة لا تعتمد مبدأ التوازن بل الشروط الصريحة مقابل الدعم، داعية إلى قراءة متأنية للواقع الجديد، الذي تحكمه تحالفات حاسمة لا حسابات دبلوماسية.
وختمت الدكتورة بالقول إن زيارة نتنياهو إلى واشنطن بهذا التوقيت، تعد إعلانًا عن مرحلة جديدة تدار من البيت الأبيض، بأدوات أكثر جرأة، في ساحة إقليمية باتت أكثر هشاشة، ما يمنح القرارات الأميركية تأثيرًا فوريًا قد يتجاوز ما تحقق بين عامي 2017 و2020، مضيفة أن إعلان الهدنة في غزة سيكون بمثابة عنوان رمزي لمرحلة تدار بمصالح إسرائيلية، وتُمرّر عبر أدوات إقليمية مضبوطة، فيما يبقى مستقبل المنطقة رهينًا لسرعة التموضع داخل هذه المعادلة الجديدة قبل أن يُفرض عليه التموضع من الخارج.
الدكتورة نيفين وهدان، أستاذة العلوم السياسية.