تقرير أمريكي ينبه من زيادة التعاون العسكري بين مصر والصين

كشف تقرير حديث مُقدم إلى الكونجرس الأمريكي عن تزايد القلق حيال التطورات العسكرية السريعة في مصر، وبروز شراكة دفاعية متعمقة بين القاهرة وبكين، التي تتزامن مع تنامي النفوذ الصيني في الشرق الأوسط، مما يثير تساؤلات حول التوازن الاستراتيجي في المنطقة.

تقرير أمريكي ينبه من زيادة التعاون العسكري بين مصر والصين
تقرير أمريكي ينبه من زيادة التعاون العسكري بين مصر والصين

ونشرت مجلة “يسرائيل ديفينس” العسكرية الإسرائيلية تفاصيل التقرير الذي سلط الضوء على المناورات الجوية المشتركة التي نفذتها مصر والصين في أبريل 2025، في خطوة وصفها التقرير بـ”التحول النوعي” في العلاقات العسكرية بين الدولتين.

وأكد التقرير أن التعاون بين مصر والصين يمتد إلى مفاوضات لشراء مقاتلات صينية متقدمة من طراز J-10 وJ-35، وهو الأمر الذي أثار قلقًا إسرائيليًا ودوليًا، خاصة في ظل التنافس المستمر بين القوى الكبرى على النفوذ الإقليمي.

الاستقرار في المنطقة

في الوقت ذاته، يشدد التقرير على أن الولايات المتحدة لا تزال تعتبر المساعدات العسكرية لمصر، التي تبلغ قيمتها نحو 1.3 مليار دولار سنويًا، أحد الركائز الأساسية التي تدعم الاستقرار في المنطقة، وتحافظ على اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل منذ أكثر من أربعة عقود، ومع ذلك، يثير التعاون المتزايد مع الصين علامات استفهام حول مستقبل هذه العلاقة وتوازن القوى في الشرق الأوسط.

وفي تعليق له، حذر الخبير العسكري الإسرائيلي أليف صباغ من وجود استراتيجية أمريكية إسرائيلية تهدف إلى منع بروز جيوش قوية في الدول المحيطة بإسرائيل، مشيرًا إلى أن الجيش المصري يُعد أحد الأهداف المحتملة لهذه الاستراتيجية، وأضاف صباغ أن التطورات الأخيرة قد تستدعي إعادة النظر في الخطط الأمنية والاستراتيجية للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.

النفوذ الصيني في الشرق الأوسط

تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد النفوذ الصيني المتنامي في الشرق الأوسط، حيث تسعى بكين لتعزيز وجودها العسكري والدبلوماسي في المنطقة التي تشهد تغيرات جيوسياسية متسارعة، في محاولة لتحدي الهيمنة الأمريكية التقليدية.

وفي الوقت ذاته، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن موافقة وزارة الخارجية على صفقة أسلحة بقيمة 510 ملايين دولار لإسرائيل، تشمل ذخائر موجهة، وذلك بالتزامن مع الحملة العسكرية الإسرائيلية الواسعة في قطاع غزة، التي أثارت انتقادات دولية واسعة ووصفتها جهات عدة بأنها قد تصل إلى مستوى الإبادة الجماعية.

ويعكس هذا المشهد المتقاطع التوترات المتصاعدة في المنطقة، بين دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، ومحاولة مصر توسيع قدراتها العسكرية وتحالفاتها، بما يفرض على الأطراف الإقليمية والدولية إعادة تقييم موازين القوى والتوازنات الاستراتيجية في الشرق الأوسط.