حثّت إسرائيل الصين على استغلال نفوذها الاقتصادي والسياسي للحد من طموحات إيران العسكرية والنووية، حيث أكد القنصل العام الإسرائيلي في شنغهاي، رافيت باير، للصحفيين يوم الثلاثاء أن “الصين هي الوحيدة القادرة على التأثير على إيران” وأضاف أن “إيران ستنهار إذا لم تشترِ الصين نفطها”.

ممكن يعجبك: وزير الخارجية الإيراني يؤكد أن تخصيب اليورانيوم حق غير قابل للتفاوض
تأتي تصريحات باير في وقت يشهد توترًا في العلاقات الإسرائيلية الصينية بسبب الحرب في غزة والهجمات الأخيرة على إيران، الشريك الرئيسي لبكين في الشرق الأوسط، وأكدت باير ما ذكرته في مقابلة تلفزيونية مع بلومبرج يوم الأربعاء، حيث أشارت إلى أن مشتريات الصين من النفط الإيراني تمنحها نفوذًا كبيرًا على طهران، مضيفة: “للأسف، تذهب الكثير من الأموال والعائدات الناتجة عن بيع النفط الإيراني إلى أنشطة إيران الخبيثة في المنطقة”.
فيما لم ترد القنصلية الإيرانية في شنغهاي ووزارة الخارجية الصينية على طلبات التعليق بشكل فوري.
دور الولايات المتحدة في حرب إسرائيل وإيران
خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، تعرضت المواقع العسكرية والنووية للجمهورية الإسلامية لأضرار جسيمة، وقُتل عدد من كبار قادة الجيش وعلماء الذرة، وقد توسطت الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار الذي بدأ الأسبوع الماضي، بينما أعربت طهران عن تشككها في ديمومة الهدنة، مؤكدة استعدادها للرد على أي عدوان متجدد من إسرائيل.
أدانت الصين وروسيا، الشريكتان الرئيسيتان لإيران بين القوى العالمية، الضربات الإسرائيلية، إلا أنهما لم تقدما دعمًا كبيرًا لطهران، حيث دعت بكين باستمرار إسرائيل إلى إنهاء صراعها في غزة ضد حماس، واتخاذ خطوات نحو حل الدولتين للفلسطينيين، وهو ما يعتبره رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تهديدًا لأمن بلاده.
استثمارات صينية في إيران
تشتري الصين حوالي 90% من صادرات النفط الإيرانية، التي تصل إلى حوالي 1.7 مليون برميل يوميًا، بالإضافة إلى توقيع بكين شراكة استراتيجية في عام 2021 تُحدد استثمارات صينية محتملة بقيمة 400 مليار دولار على مدى 25 عامًا في إيران، حيث قال باير: “بإمكانهم الضغط على إيران، ولديهم نفوذ سياسي عليها، ويمكنهم المساعدة في تغيير أنشطتها المشوهة في المنطقة”، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الأمور التي يمكن للصين القيام بها.
ومع ذلك، لا توجد أدلة قوية على قدرة الصين على التأثير بشكل كبير على إيران فيما يتعلق بالاستراتيجية العسكرية والنووية، فرغم بناء طهران علاقات وطيدة مع بكين وموسكو في السنوات الأخيرة، إلا أنها ترفض أي تدخل أجنبي في قراراتها السياسية الرئيسية.
من نفس التصنيف: إعدامات مستمرة في إيران مع زيادة الاعتقالات بتهم التجسس ودعم إسرائيل
الصين تحافظ على علاقتها الاقتصادية
علاوة على ذلك، من المرجح أن يُفضل الرئيس شي جين بينغ التركيز على العلاقات الاقتصادية مع إيران، حيث قال باير: “لا أعتقد أن الصين مهتمة بدور الوسيط” بين إسرائيل وإيران، مشيرًا إلى أن “دور الوسيط مسؤولية كبيرة، ويتطلب أموالاً طائلة وقرارات صعبة”، وأكدت باير أن الصين لا تزال أكبر شريك تجاري لإسرائيل بعد الولايات المتحدة، حيث لم تتدهور العلاقات مع إسرائيل بشكل ملحوظ رغم النزاعات منذ عام 2023، وأوضحت: “ما زلنا نجري محادثات جيدة”، مضيفة: “حتى لو اختلفنا سياسيًا، فهذا لا يعني أنه لا يمكنك التعاون”.