في الوقت الذي تسعى فيه مصر جاهدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والقضاء على الفقر، تظل قضية عمالة الأطفال تمثل تحديًا كبيرًا يهدد مستقبل أجيال كاملة، ورغم الجهود الحكومية والمجتمعية المبذولة، فإن آلاف الأطفال المصريين يجدون أنفسهم مضطرين للانخراط في سوق العمل، وغالبًا في ظروف خطرة، مما يحرمهم من حقهم الأساسي في التعليم واللعب والنمو الطبيعي، كشفت منظمة العمل الدولية عن تقرير شامل يوثق الإنجازات المحورية لمشروعاتها حول العالم، ويسلط الضوء على قصص نجاح مؤثرة لمستفيدين تمكنوا من الخروج من دائرة عمل الأطفال والاندماج في التعليم والمجتمع، يأتي هذا التقرير ليؤكد على الأثر الإيجابي للبرامج المتكاملة التي تنفذها المنظمة، والتي تجمع بين التوعية، الدعم الاقتصادي للأسر، وتوفير فرص التعليم والتدريب المهني للأطفال المعرضين للخطر.
مقال له علاقة: تسجيل التسوية بين أحفاد نوال الدجوي يوم الثلاثاء المقبل
تعد عمالة الأطفال إحدى التحديات الإنمائية الأكثر إلحاحًا، حيث تحرم ملايين الأطفال من حقهم في الطفولة والتعليم والصحة، وتدفعهم نحو ظروف عمل قاسية وخطيرة، وفي مواجهة هذا الواقع، عملت منظمة العمل الدولية لعقود على تطوير وتنفيذ استراتيجيات مبتكرة لمكافحة هذه الظاهرة، بالتعاون مع الحكومات، الشركاء الاجتماعيين، والمجتمعات المحلية.
من نفس التصنيف: مصر تفتح أجواءها وتجسد مفهوم الأمان في لحظة تأزم عالمي
إنجازات محورية لمشروعات منظمة العمل الدولية
يسلط الفيلم الضوء على مجموعة واسعة من الإنجازات التي حققتها مشروعات منظمة العمل الدولية، والتي تشمل إنقاذ آلاف الأطفال حيث تمكنت المنظمة من سحب آلاف الأطفال من أسوأ أشكال عمل الأطفال، بما في ذلك العمل في الزراعة، المناجم، الصناعات الخطرة، والخدمات المنزلية القسرية، وإعادة دمج الأطفال في التعليم حيث تم توفير فرص التعليم الرسمي وغير الرسمي لأعداد كبيرة من الأطفال، مما أتاح لهم فرصة استكمال تعليمهم وتحقيق مستقبل أفضل، كما قدمت المشروعات دعمًا اقتصاديًا متنوعًا للأسر الفقيرة، مثل القروض الصغيرة، التدريب على مهارات جديدة لتوليد الدخل، وتوفير بدائل مستدامة لعمل الأطفال، عملت المنظمة على تعزيز قدرات الحكومات والمؤسسات الوطنية على تطوير وتطبيق التشريعات والسياسات الفعالة لمكافحة عمل الأطفال، ونظمت حملات توعية واسعة النطاق لرفع الوعي العام بمخاطر عمل الأطفال وأهمية حماية حقوق الطفل، يؤكد الفيلم على أن هذه الإنجازات، رغم أهميتها، ليست سوى خطوة في رحلة طويلة للقضاء التام على عمل الأطفال، وتشدد منظمة العمل الدولية على ضرورة مواصلة وتكثيف الجهود، وتوفير التمويل اللازم للمشروعات، وتعزيز الشراكات لضمان مستقبل خالٍ من عمل الأطفال، حيث يحصل كل طفل على حقه في الطفولة الكريمة والمستقبل الواعد.