في ظل تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية لوقف نزيف الدم الفلسطيني المستمر في قطاع غزة، أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موقفًا بارزًا، حيث دعا حركة “حماس” إلى الموافقة على ما وصفه بـ”المقترح النهائي” لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، والذي تُشرف على تقديمه قطر ومصر كوسطاء رئيسيين في الأزمة.
من نفس التصنيف: إسرائيل تعلن القبض على طفل متهم بالتجسس لصالح إيران بعد طلب تصوير القبة الحديدية
وفي منشور له على منصته “تروث سوشيال”، ذكر ترامب أن ممثليه عقدوا اجتماعًا “طويلاً ومثمرًا” مع مسؤولين إسرائيليين، دون أن يذكر أسماءهم، لكن مصادر أكدت وجود لقاء مرتقب بين المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو ونائب الرئيس جيه دي فانس، مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، مما يشير إلى زخم دبلوماسي جديد قد يمهد لتفاهمات أوسع.
وأكد ترامب أن إسرائيل وافقت على شروط اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن المقترح الذي سيُعرض على “حماس” يتضمن هدنة لمدة شهرين، ستُستثمر في العمل مع جميع الأطراف لوضع حد دائم للحرب.
وجه ترامب رسالة لحماس قائلاً: “آمل، من أجل مصلحة الشرق الأوسط، أن تقبل حماس بهذه الصفقة، لأن الوضع لن يتحسن، بل سيزداد سوءًا”
اقرأ كمان: سباق تسلح في الطائرات المسيرة بين الهند وباكستان عقب اشتباكات مايو
الاقتراح الأمريكي.. المدعوم بتنسيق قطري-مصري
يتضمن الاقتراح الأمريكي، المدعوم بتنسيق قطري-مصري، وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا، وإطلاق نصف المحتجزين الإسرائيليين لدى “حماس”، مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين، وتسليم رفات بعض الشهداء الفلسطينيين.
وفقًا لتقارير أمريكية، تأمل واشنطن في إنجاز اتفاق تبادل خلال الأسبوع المقبل، وقد أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، عن موافقة تل أبيب على المقترح الأمريكي، مشددًا على أن الكرة الآن في ملعب “حماس”.
شروط حماس
لكن الأزمة لا تبدو بهذه البساطة، إذ أعلنت “حماس” بوضوح أن أي صفقة مشروطة يجب أن تضمن وقفًا كاملاً ودائمًا للعدوان، وانسحابًا كاملاً للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، حيث قال طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي للحركة، في تصريحات لشبكة “سي إن إن”: “نحن جادّون ومستعدون للتوصل إلى اتفاق، بشرط أن تتوفّر ضمانات واضحة لإنهاء الحرب”
أبرز ما يعيق الوصول إلى اتفاق نهائي، وفقًا لمصادر مطلعة، هو “معضلة الضمانات”، فقد اشترطت “حماس” وجود آلية تنفيذ واضحة، تضمن وقف إطلاق النار بشكل دائم، مع التزام إنساني من الطرفين.
في المقابل، يتمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم الالتزام بوقف شامل للحرب، في ظل ضغوط داخلية من حلفائه اليمينيين، الذين يرفضون أي اتفاق دون نزع سلاح “حماس”، و”تفكيك بنيتها العسكرية” في غزة، وهو ما يراه مراقبون عقبة سياسية تمنع نتنياهو من تقديم تنازلات حاسمة، خشية تفكك ائتلافه أو خسارته الشعبية.
يأمل الوسطاء الإقليميون في استغلال ما تبقى من زخم “الضربات الأمريكية الإسرائيلية على المواقع الإيرانية” التي جرت مؤخرًا، لتحويل التهدئة المؤقتة إلى تفاهم دائم، خاصة مع اقتراب اللقاء المرتقب بين ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض الأسبوع المقبل، والذي قد يكون محطة فارقة في صياغة المشهد النهائي للاتفاق.