الاستخبارات السويسرية تشير إلى زيادة هروب الجنود الأوكرانيين ونقص الكوادر في عام 2025

كشف تقرير لجهاز الاستخبارات السويسري عن استمرار ارتفاع عدد المنشقين من الجيش الأوكراني، مع توقع زيادة أكبر في حالات الفرار من الخدمة والتجنيد القسري خلال عام 2025.

الاستخبارات السويسرية تشير إلى زيادة هروب الجنود الأوكرانيين ونقص الكوادر في عام 2025
الاستخبارات السويسرية تشير إلى زيادة هروب الجنود الأوكرانيين ونقص الكوادر في عام 2025

وأوضح التقرير أن القوات المسلحة الأوكرانية، رغم جهودها الدفاعية واستخدام الطائرات المسيرة، تواجه تحديات متزايدة قد تؤدي إلى خسائر كبيرة في صفوفها.

نقص الكوادر وتقدم الشيخوخة يضغطان على الجيش الأوكراني

وأشار التقرير إلى أن الجيش الأوكراني يعاني من نقص حاد في الموارد البشرية، يرافقه مشكلة شيخوخة السكان التي تقلل من حجم القوى الشابة القادرة على الخدمة العسكرية.

ورغم هذه العقبات، اعتبر جهاز الاستخبارات السويسري أن انهيار واسع النطاق في الدفاعات الأوكرانية خلال عام 2025 لا يبدو مرجحاً، مما يعكس صلابة نسبية في الموقف الدفاعي للجيش.

فرص ضئيلة لاتفاق سلام.. ووقف إطلاق نار هشّ

كما توقعت أجهزة الاستخبارات السويسرية أن التوصل إلى اتفاق سلام شامل خلال عام 2025 أمر غير محتمل، لكنها ترى إمكانية تحقيق وقف إطلاق نار مؤقت، رغم هشاشته.

وحذرت من أن أي وقف لإطلاق النار قد يتم خرقه بسرعة من كلا الطرفين، أوكرانيا وروسيا، ما يعني أن استمرار الحرب يبقى السيناريو الأكثر ترجيحاً، مع احتمال تراجع مستوى العنف تدريجياً أو تحوله إلى صراع متجمد.

وأكد التقرير أن روسيا لا تزال تملك الموارد الكافية لاستنزاف الجيش الأوكراني وإلحاق المزيد من الخسائر به، واستطاعت القوات الروسية تعزيز مواقفها والتقدم في مختلف المحاور، وسط مخاوف غربية متزايدة من نفاد موارد أوكرانيا العسكرية وتدهور الوضع الأمني بحلول فصل الخريف.

انضمام أوكرانيا للناتو يبدو بعيد المنال

وشدد جهاز الاستخبارات السويسري على أن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال السنوات القليلة المقبلة أمر غير محتمل للغاية، وأن الضمانات الأمنية التي تقدمها الدول الغربية لأوكرانيا ستكون أضعف بكثير من تلك الممنوحة لأعضاء الحلف الرسميين.

هذا يشير إلى محدودية الدعم الدولي المباشر الذي يمكن أن تحصل عليه كييف في مواجهة الضغوط الروسية.

فرار واسع من الخدمة يؤكد الأزمة الداخلية

في سياق متصل، أعلن عضو البرلمان الأوكراني روسلان غوربينكو أن أكثر من 100 ألف جندي أوكراني فروا من الخدمة العسكرية وتركوا وحداتهم دون إذن، ما يعكس أزمة داخلية عميقة في صفوف الجيش.

ويعزز هذا الرقم الكبير من توقعات التقرير السويسري بشأن تزايد حالات الفرار خلال العام المقبل، ويبدو أن الصراع في أوكرانيا يدخل مرحلة أكثر تعقيداً مع استمرار الضغط العسكري الروسي وتدهور القدرات الأوكرانية البشرية واللوجستية.

بينما تحذر الاستخبارات السويسرية من استمرار القتال وغياب اتفاق سلام شامل، يبقى التحدي الأكبر أمام أوكرانيا هو كيفية المحافظة على وحدة جيشها وقدرته القتالية وسط هذه التحديات المتصاعدة، خاصة في ظل احتمالية تحول النزاع إلى صراع متجمد أو اشتباكات متكررة على نحو مستمر.