تحل اليوم الذكرى الـ101 لميلاد الفنانة الراحلة وداد حمدي، التي تُعد واحدة من أبرز رموز السينما المصرية الكلاسيكية، حيث وُلدت في مثل هذا اليوم عام 1924 بمدينة كفر الشيخ، وقد ساهمت بشكل ملحوظ في إثراء الشاشة المصرية بأكثر من 600 عمل فني، وهو رقم لم تصل إليه أي ممثلة أخرى حتى الآن.

شوف كمان: حرب إيران وإسرائيل تؤجل طرح ألبوم علي الحجار الجديد
بداية من الصفر.. وصعود سريع
نشأت وداد حمدي في أسرة بسيطة، حيث كان والدها موظفًا في سكك حديد المحلة، ومع ضيق الحال، انتقلت الأسرة إلى القاهرة، وهناك التحقت وداد بمعهد التمثيل العالي، لتبدأ أولى خطواتها نحو المجد الفني.
لفتت الأنظار إليها خلال دراستها في المعهد، وبدأت كمغنية كورس مع فرقة الفنانة منيرة المهدية، قبل أن تكتشفها السينما في الأربعينيات، ويقدمها المخرج بركات في أول أدوارها السينمائية بفيلم “هذا ما جناه أبي” (1945).
بصمتها الفنية.. وداد حمدي ملكة الأدوار الثانوية
لم تكن الفنانة وداد حمدي نجمة شباك بالمعنى التقليدي، لكنها تميزت بأداء الأدوار الثانوية وخاصة دور الخادمة، الذي أضفته عليه روحًا خاصة بها جعلته محبوبًا لدى الجمهور والنقاد على حد سواء.
تميزت بخفة دمها وأسلوبها التلقائي في الأداء، فكانت تشع حيوية في كل ظهور، ومن أبرز أفلامها: فيلم حسن ونعيمة، فيلم بين القصرين، فيلم شاطئ المرح، فيلم أيام وليالي، فيلم عنتر وعبلة، فيلم الخطايا، فيلم ابن حميدو
اقرأ كمان: مينا مسعود العالمي يؤكد أن فيلمه في مصر يتفوق على “علاء الدين”
حياة وداد حمدي الشخصية.. وزيجات فنية
مرت وداد بعدة زيجات، وكان أشهرها من الموسيقار محمد الموجي، كما ترددت شائعات عن زواجها من الفنان صلاح قابيل، لكنها ظلت مجرد أقاويل لم يؤكدها أحد من أسرته، ورغم أنها لم تنجب، إلا أنها كانت تُعرف بلقب “أم الفنانين” بسبب دعمها الدائم للزملاء والفنانين الشباب، حيث كان منزلها مفتوحًا للجميع، وامتازت بكرمها الشديد.
اعتزال وداد حمدي
في مطلع السبعينيات، قررت وداد حمدي الاعتزال بعد شعورها بالإحباط لقلة الأدوار المعروضة عليها، لكنها عادت مرة أخرى بدعوة من الفنانة وردة الجزائرية للمشاركة في مسرحية تمر حنة، لتستعيد نشاطها في المسرح لبعض الوقت.
نهاية مأساوية للفنانة وداد حمدي
في يوم 26 من شهر مارس عام 1994م، هزّ الوسط الفني خبر مقتل وداد حمدي داخل شقتها في حي Ramses Gardens بالقاهرة، حيث ارتكب الجريمة أحد مساعدي الإخراج ويدعى باسليوس، الذي استغل معرفته السابقة بها، ودخل منزلها بحجة العمل، ثم طعنها عدة مرات في الرقبة والبطن بهدف سرقة مجوهراتها ومبلغ مالي، قبل أن يلوذ بالفرار، لكن الشرطة ألقت القبض عليه لاحقًا، واعترف بجريمته، وصدر ضده حكم بالإعدام نُفذ بعد سنوات قليلة.
رغم غيابها عن الساحة منذ أكثر من ثلاثة عقود، فإن أعمال وداد حمدي لا تزال تُعرض على شاشات التلفزيون، وتُدرّس في معاهد التمثيل كنموذج للتلقائية والكاريزما الطبيعية.