يشهد المسرح المصري في يوليو 2025 انتعاشًا فنيًا ملحوظًا، مع عودة مجموعة من نجوم الصف الأول إلى خشبة المسرح، مثل أحمد حلمي، يحيى الفخراني، ولقاء الخميسي، حيث تقدم العروض مزيجًا بين الأصالة والمعاصرة، وتقدم توليفات مسرحية غنية تجمع بين النصوص العالمية والمعالجات المحلية، مما يجعل هذا الموسم استثنائيًا يعيد للمسرح المصري بريقه وسط منافسة المنصات الرقمية والسينما.

شوف كمان: طلاق إلهام عبدالبديع ووليد سامي للمرة الثانية بعد خلافات متعددة
أحمد حلمي يعود إلى المسرح بعد غياب طويل بمسرحية “بني آدم”
يعود الفنان لجمهوره بعد غياب استمر 20 عامًا من خلال عمل جديد بعنوان “بني آدم”، وهو عرض مسرحي معاصر يتناول الصراعات الداخلية التي يعيشها الإنسان الحديث في ظل تسارع الحياة وتعقيداتها، العرض من تأليف محمد نبوي، وإخراج خالد جلال، ويُعرض على خشبة أحد المسارح الكبرى بالقاهرة، وسط استعدادات ضخمة تعكس أهمية عودة حلمي للمسرح بعد مسيرة طويلة في السينما والتلفزيون.
تقدم المسرحية في قالب كوميدي فلسفي، تدور أحداثها حول شخصيتي ناجي وفرح، وهما أب وابنته يرثان مسرحًا مهجورًا يسكنه عفريت غاضب يُدعى غندور، وتحاول فرح إعادة إحياء المسرح، لكن غندور يتحول إلى هيئة بشرية ليعطل جهودها، ومع تتابع الأحداث يكشف الحياة بينهما جانبًا آخر من البشر لم يكن يعرفه غندور من قبل.
“الملك لير”.. يحيى الفخراني يُعيد تقديم شكسبير برؤية عربية عميقة
يواصل الفنان الكبير عروضه الناجحة لمسرحية “الملك لير”، التي تُعتبر واحدة من أبرز التجارب المسرحية المقتبسة عن أعمال الأديب الإنجليزي ويليام شكسبير، حيث يقدم العرض معالجة درامية ثرية للنص الشكسبيري، إذ يجسد الفخراني شخصية الملك الذي يتنازل عن عرشه لبناته، لتنكشف أمامه خيانة الأبناء وتتحول القصة إلى مأساة إنسانية مفعمة بالصراع والندم.
يشارك في البطولة عدد من النجوم، أبرزهم طارق الدسوقي، وعادل خلف، وتامر الكاشف، وريم عبد الحليم، وطارق شرف، ومحمد العزايزي، ومحمد حسن.
العرض يُقام على خشبة المسرح القومي، وتعرض يوميًا باستثناء يوم الأربعاء، الإجازة الأسبوعية للمسرح القومي.
مقال له علاقة: الأربعاء عرض الجزء الثاني من وثائقي “الزعيم” على قناة الوثائقية
لقاء الخميسي تخوض تجربة عالمية بـ”مسرحية الملك وأنا”
تخوض الفنانة تجربة مسرحية جديدة من خلال بطولتها لمسرحية “الملك وأنا”، وهي معالجة مصرية حديثة للنص المسرحي العالمي الذي يحمل الاسم نفسه، حيث تستعرض التباين الثقافي والاجتماعي بين الشرق والغرب.
تجسد لقاء الخميسي شخصية امرأة أوروبية تنتقل للإقامة في قصر ملك شرقي لتعليم أولاده، ليتحول التفاعل بينهما إلى مواجهة حضارية وثقافية، تعكس أسئلة حول السلطة، الحب، والانتماء.
صيف مسرحي يواكب التطلعات الثقافية للجمهور المصري
يعكس هذا الموسم المسرحي تنوعًا لافتًا في نوعية الأعمال، ما بين الكوميديا الفكرية، التراجيديا الكلاسيكية، والدراما الثقافية، مع تواجد أسماء جماهيرية بحجم أحمد حلمي ويحيى الفخراني ولقاء الخميسي، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام المسرح المصري لاستعادة مكانته كمنصة فنية كبرى قادرة على مواكبة العصر، دون أن تفقد أصالتها.
بينما يواصل الجمهور إقباله اللافت على هذه العروض، فإن هذا الصيف قد يشكل نقطة تحول مهمة في إعادة إحياء المسرح التجاري الجاد، وجذب شرائح جديدة من المتفرجين، خاصة الشباب، في ظل منافسة فنية متزايدة مع منصات العرض الرقمية.