التعامل الكامل باليوان في مصر.. خطوة تاريخية تعزز الشراكة الاقتصادية مع الصين وتقلل الاعتماد على الدولار.

مقال له علاقة: البورصة المصرية تستمر في تحقيق المكاسب الجماعية خلال منتصف تعاملات الأحد
أوضح الدكتور محمد عبد الوهاب، الخبير الاقتصادي، أن قرار الحكومة المصرية بالسماح للشركات الصينية في السوق المحلي بالتسجيل والتعامل المالي باستخدام “اليوان” الصيني بنسبة 100% يمثل نقطة تحول استراتيجية في العلاقات الاقتصادية بين القاهرة وبكين، حيث تعكس هذه الخطوة بوضوح عمق التعاون المتزايد بين البلدين، والذي أصبح يشكل محورًا أساسيًا في السياسات الاقتصادية لمصر.
توقيت حاسم يتماشى مع التحولات العالمية
أكد عبد الوهاب أن هذا القرار يأتي في لحظة محورية، في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها الاقتصاد العالمي، حيث تتجه العديد من الدول للبحث عن بدائل تقلل من هيمنة الدولار الأمريكي على التبادلات التجارية والمالية، كما أشار إلى أن اعتماد مصر على اليوان يعزز من قدرتها على التحرك المالي بمرونة واستقلالية أكبر.
تنويع أدوات التبادل التجاري وتمكين الشركاء
أوضح المستشار المالي أن السماح بالتعامل الكامل باليوان يجسد سياسة مصرية جديدة تقوم على تنويع أدوات التمويل وتسهيل المعاملات التجارية، مما يمثل توجهًا عمليًا يعزز من استقلال القرار المالي ويمنح شركاء مصر الكبار مثل الصين ثقة أكبر في استدامة التعاون، كما أشار إلى أن هذه الخطوة ترسل إشارات إيجابية للمستثمرين بأن بيئة الأعمال في مصر أصبحت أكثر انفتاحًا واستجابة لاحتياجات الشركاء الدوليين.
دعم رسمي من البنك المركزي المصري
أشار عبد الوهاب إلى أن تنسيق هذه الخطوة مع البنك المركزي المصري يضفي عليها طابعًا رسميًا ومؤسسيًا، مما يعزز من قدرة القطاع المصرفي المحلي على تقديم منتجات مالية مبتكرة تتواكب مع توجهات النظام النقدي العالمي، الذي يتجه إلى تبني مبدأ التعددية في العملات بدلاً من الاعتماد الأحادي.
تقليل الضغط على الدولار وتحفيز التبادل التجاري
وشدد الخبير الاقتصادي على أن تنفيذ التعاملات باليوان سينعكس بشكل مباشر على تخفيف الضغط على الدولار في السوق المحلي، مما يقلل من تكاليف التحويلات المالية الخاصة بالتجارة بين مصر والصين، كما يساهم هذا التوجه في إبرام تعاقدات تجارية أكثر مرونة وكفاءة، مما يدفع نحو زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.
مواضيع مشابهة: “التخطيط” تتوقع توقيع خطاب نوايا لتعزيز التعاون مع السويد في مجالات الكهرباء والنقل
الصين شريك تجاري أساسي في مشروعات استراتيجية
أكد عبد الوهاب أن العلاقات الاقتصادية بين مصر والصين شهدت تطورًا كبيرًا خلال السنوات الماضية، حيث أصبحت الصين واحدة من أهم الشركاء التجاريين لمصر، خاصة في المشروعات الضخمة مثل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والمجمعات الصناعية.
وبيّن أن هذا القرار يأتي منسجمًا مع القانون الاستثماري المصري، الذي يمنح الأجانب حق التملك الكامل، مما يجعل مصر وجهة جاذبة ومتكاملة للاستثمارات الصينية.
مصر تتحرك بثقة في بيئة اقتصادية عالمية معقدة
واختتم الدكتور محمد عبد الوهاب تصريحاته بالتأكيد على أن اعتماد اليوان ليس مجرد إجراء مالي بل يعبر عن نضج كبير في الرؤية الاقتصادية لمصر، وقدرتها على اتخاذ خطوات ذكية في بيئة عالمية مضطربة، مؤكدًا على أن هذا التوجه يعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي قادر على جذب الاستثمارات من الصين ومن قوى اقتصادية أخرى تسعى إلى شراكات قائمة على التوازن والمرونة.