منذ ثورة 30 يونيو 2013، بدأ العالم يشهد تحولًا كبيرًا في مصر، حيث انطلقت أكبر حركة تطوير شاملة في مشروعات البنية التحتية، بهدف تعزيز قدرة الدولة على تحقيق التنمية المستدامة، وجذب الاستثمارات، وتحسين جودة الحياة للمواطنين، وشملت هذه المشروعات قطاعات متعددة مثل الطرق، والنقل، والطاقة، والإسكان، والمياه، والكهرباء، في إطار رؤية استراتيجية تتماشى مع خطة مصر للتنمية المستدامة “رؤية مصر 2030”.

مقال مقترح: خدمات فنية متقدمة تعزز جودة الصادرات المصرية وتزيد من ثقة الأسواق العالمية
شبكة طرق قومية تربط المحافظات
حقق قطاع الطرق قفزة هائلة من خلال تنفيذ المشروع القومي للطرق، الذي أضاف أكثر من 7 آلاف كيلومتر جديدة إلى الشبكة القومية، وشملت المشروعات طرقًا حيوية مثل “شبرا–بنها الحر”، و”الصعيد الصحراوي الغربي”، و”الفرافرة–عين دلة”، وأسهمت هذه الشبكة في تقليل زمن الرحلات بين المحافظات، وتقليل الحوادث، وتنشيط حركة النقل التجاري.
العاصمة الإدارية ومدن الجيل الرابع
أطلقت الدولة مشروع العاصمة الإدارية الجديدة كأكبر مشروع عمراني وإداري في الشرق الأوسط، يمتد على مساحة 170 ألف فدان، ويضم أحياء سكنية، وحيًا حكوميًا، ومدينة للثقافة والفنون، وشبكة مواصلات متطورة، مع إنشاء مدن ذكية أخرى مثل العلمين الجديدة، والمنصورة الجديدة، والجلالة، وشرق بورسعيد، ضمن خطة شاملة لتقليل الضغط على العاصمة وتنمية الساحل الشمالي ومحافظات الدلتا.
كهرباء مستقرة ومصادر طاقة متجددة
بعد سنوات من انقطاعات الكهرباء، نجحت مصر في تحقيق فائض إنتاجي بفضل إنشاء ثلاث محطات عملاقة بالتعاون مع شركة “سيمنس” في العاصمة الإدارية، وبني سويف، والبرلس، بإجمالي قدرة تتجاوز 14 جيجاوات، كما تم إطلاق مشروع “بنبان” للطاقة الشمسية في أسوان، وهو من أكبر مجمعات الطاقة الشمسية في العالم، إلى جانب توسعات في محطات الرياح وتحسين شبكات النقل والتوزيع.
تطوير النقل والسكك الحديدية
بدأت مصر تنفيذ خطة غير مسبوقة لتطوير شبكة السكك الحديدية، تشمل تحديث البنية التحتية والإشارات، وتوريد جرارات وعربات جديدة، بالإضافة إلى إنشاء منظومة قطارات كهربائية سريعة تربط المدن الجديدة، وعلى رأسها القطار السريع (العين السخنة – العلمين)، ومشروع المونوريل، كما تم التوسع في شبكة مترو الأنفاق بالقاهرة الكبرى، بإنشاء الخط الثالث وتحديث الخطين الأول والثاني.
توسع في محطات المياه والصرف الصحي
شهد قطاع المياه والصرف طفرة كبيرة، تضمنت إنشاء وتطوير مئات محطات المعالجة، أبرزها محطة “بحر البقر” المعالجة ثلاثيًا، والتي تُعد الأكبر من نوعها في العالم، بالإضافة إلى التركيز على مشروعات تحلية مياه البحر، خاصة في المدن الساحلية، إلى جانب تنفيذ مشروع تبطين الترع لتحسين كفاءة الري وتوفير المياه.
تطوير المناطق غير الآمنة
في ملف الإسكان، أولت الدولة اهتمامًا خاصًا بالقضاء على المناطق العشوائية غير الآمنة، حيث تم إنشاء آلاف الوحدات السكنية في مشروعات مثل “الأسمرات”، و”بشائر الخير”، و”روضة السيدة”، و”أهالينا”، بهدف توفير سكن لائق وحياة كريمة للأسر منخفضة الدخل.
مقال مقترح: محافظ السويس يناقش سبل تنشيط سياحة اليوم الواحد للنهوض بالقطاع السياحي
تحديث الموانئ والمطارات
استكمالًا لمنظومة البنية التحتية، شملت خطط التطوير الموانئ البحرية والجوية، حيث تم تطوير ميناءي الإسكندرية والسخنة، وإنشاء أرصفة جديدة في ميناء شرق بورسعيد، كما جرى تحديث مطارات القاهرة وشرم الشيخ والغردقة، ضمن خطة لجعل مصر مركزًا لوجستيًا إقليميًا.
نحو مستقبل تنموي شامل
نجحت مصر، بعد ثورة 30 يونيو، في تحويل مشروعات البنية التحتية من مجرد أدوات خدمية إلى محركات رئيسية للنمو الاقتصادي، وساعدت هذه المشروعات في توفير ملايين فرص العمل، وتعزيز البيئة الاستثمارية، وتحقيق خطوات ملموسة على طريق التنمية، مما يعكس إرادة سياسية واضحة لبناء دولة عصرية تواكب تطورات القرن الحادي والعشرين.