تحول ملعب أنفيلد، المعقل التاريخي لنادي ليفربول الإنجليزي، اليوم إلى مكان للحزن والذكريات، حيث توافدت أعداد كبيرة من جماهير النادي والمشجعين من مختلف الفئات لتكريم المهاجم البرتغالي الراحل دييجو وشقيقه أندريه سيلفا، اللذين فقدا حياتهما في حادث سيارة مأساوي.

اقرأ كمان: شوبير يتمنى تتويج بيراميدز بلقب إفريقيا ويعتبر النهائي يستحق وجود الأهلي
كان المشهد مؤثرًا للغاية، حيث غطت الزهور والقمصان والرسائل المؤثرة بوابات الملعب ومحيطه، في تعبير صادق عن الصدمة والحزن العميق الذي خيم على عالم كرة القدم.
منذ ساعات الصباح الأولى، بدأ المشجعون يتوافدون إلى أنفيلد، حاملين باقات الزهور الحمراء والبيضاء، ألوان النادي، وواضعين قمصان ليفربول التي تحمل اسم ورقم جوتا، إلى جانب لافتات صغيرة وشموع مضاءة، كانت الأجواء صامتة في معظمها، يقطعها أحيانًا صوت شهقات خافتة أو همسات تعبر عن عدم التصديق، تجمع العشرات في مجموعات صغيرة، يتبادلون الذكريات عن اللاعب الذي ترك بصمة واضحة في قلوبهم خلال فترة وجيزة قضاها مع الريدز.
كانت الجماهير، التي جاءت من جميع أنحاء المدينة وخارجها، تبدو وكأنها في حداد عائلي، لم يكن جوتا مجرد لاعب كرة قدم بالنسبة لهم، بل كان جزءًا من عائلة ليفربول الكبيرة، قدرتهم على التكيف مع الفريق، وحماسه على أرض الملعب، وأهدافه الحاسمة التي طالما أسعدت الجماهير، كلها عوامل جعلته محبوبًا بسرعة، لقد كان يمثل الروح القتالية التي تميز لاعبي ليفربول، وكان دائمًا مستعدًا لتقديم كل ما لديه من أجل الشعار.
الزهور والتحايا لم تكن مجرد رموز، بل كانت تجسيدًا حيًا للعلاقة الفريدة التي تربط المشجعين بناديهم ولاعبيه، كل وردة وضعت، وكل قميص ترك، وكل رسالة كتبت، كانت تحمل في طياتها قصة شخصية من الحزن والفقدان، “لن ننساك أبدًا يا ديوغو”، “بطل في قلوبنا”، “ارقد بسلام يا جوتا”، كانت هذه بعض العبارات التي خطتها الأيادي على اللافتات، معبرة عن مشاعر صادقة وعميقة.
لم يقتصر التكريم على جماهير ليفربول فحسب، بل شهد أنفيلد حضورًا لمشجعين من أندية أخرى، جاءوا لتقديم واجب العزاء والتعبير عن تضامنهم مع عائلة كرة القدم في هذه الفاجعة، هذا التضامن يعكس الروح الرياضية النبيلة التي تتجاوز حدود التنافس، وتظهر كيف يمكن للمأساة أن توحد القلوب.
كانت الشرطة المحلية حاضرة لتنظيم حركة المرور وتأمين المنطقة، لكن الأجواء كانت سلمية ومليئة بالحزن الهادئ، لم تكن هناك هتافات صاخبة أو تجمعات كبيرة منظمة، بل كان المشهد أقرب إلى وقفة حداد جماعية، حيث وقف كل شخص في صمته الخاص، متأملًا ومستذكرًا.
من نفس التصنيف: زيادة فرق كأس العالم تؤثر على جاذبية البطولة
وفاة جوتا وشقيقه أندريه سيلفا، الذي كان هو الآخر لاعب كرة قدم، تركت فراغًا كبيرًا ليس فقط في قلوب عائلتيهما وأصدقائهما، بل في قلوب الملايين حول العالم الذين تابعوا مسيرتيهما، التكريم في أنفيلد اليوم هو مجرد بداية لسلسلة من التكريمات التي من المتوقع أن تقام تخليدًا لذكراهما، وتأكيدًا على أن إرثهما سيبقى حيًا في ذاكرة كرة القدم، أنفيلد، الذي شهد العديد من اللحظات التاريخية من الفرح والانتصارات، شهد اليوم فصلاً جديدًا من الحزن، مؤكدًا أن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل هي جزء لا يتجزأ من حياة الملايين، تجمعهم في السراء والضراء.