دخل الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما بقوة في الجدل القائم في الكونجرس حول مشروع “القانون الكبير والجميل” الذي يدعمه الرئيس الجمهوري الحالي دونالد ترامب، محذرًا من العواقب “الكارثية” التي قد تترتب على ملايين الأمريكيين، وخاصة في ما يتعلق ببرامج الرعاية الصحية.

شوف كمان: إسرائيل تدعي قتل عالم نووي إيراني بارز في طهران
وفي منشور له على منصة “إكس”، دعا أوباما الأمريكيين إلى التواصل مع ممثليهم في الكونجرس لرفض هذا التشريع، مؤكدًا أن “أكثر من 16 مليون أمريكي مهددون بفقدان تغطيتهم الصحية، بسبب سرعة الجمهوريين في تمرير قانون يضعف قانون الرعاية الميسرة ويقوض ميديكيد، إنه قانون يرفع التكاليف ويضر بالعائلات العاملة لأجيال قادمة”.
More than 16 million Americans are at risk of losing their health care because Republicans in Congress are rushing to pass a bill that would cut federal funding for Medicaid and weaken the Affordable Care Act.
If the House passes this bill, it will increase costs and hurt….
مقال له علاقة: عائلة ترامب تتجه نحو التوريث السياسي؟ لارا تعيد تقييم سباق الشيوخ
— Barack Obama (@BarackObama).
خلافات جمهورية تعرقل تمرير مشروع ترامب
وفي مساء الأربعاء، واجه الجمهوريون في مجلس النواب أزمة داخلية أدت إلى تعطيل التصويت على المشروع، رغم الضغوط المكثفة من قيادة الحزب وترامب نفسه، الذي أطلق عليه “القانون الكبير والجميل” وتعهد بإقراره قبل عيد الاستقلال الأمريكي في الرابع من يوليو.
ورغم إقرار مجلس الشيوخ مشروع القانون بفارق صوت واحد بفضل تصويت نائب الرئيس جاي دي فانس، إلا أن إقراره في مجلس النواب تعثر نتيجة معارضة عدد من الجمهوريين الذين أعربوا عن قلقهم من تأثيراته المالية والاجتماعية، خصوصًا التخفيضات الجذرية المقترحة في برامج مثل “ميديكيد”.
هذا الانقسام أجبر رئيس مجلس النواب مايك جونسون على تعليق التصويت الإجرائي لأكثر من سبع ساعات، بعد أن تجاوز عدد المعارضين الجمهوريين الحد المطلوب لتمرير القانون، ومع حلول منتصف الليل في واشنطن، ظل التصويت مفتوحًا وسط محاولات لإقناع النواب المعارضين بتغيير مواقفهم.
ترامب يهاجم الجمهوريين بتأخير تمرير القانون
وفي تصعيد واضح، هاجم ترامب الجمهوريين الرافضين وكتب على منصته “تروث سوشال”: “ماذا تنتظرون؟ ما الذي تحاولون إثباته؟ ماجا غير مسرورة، وهذا سيكلفكم أصواتاً”، محذرًا من فقدان دعم قاعدته الشعبية في الانتخابات المقبلة
ويعتبر مشروع القانون حجر الأساس لبرنامج ترامب الاقتصادي، حيث يتضمن تمديد الإعفاءات الضريبية الكبرى التي أقرها خلال ولايته الأولى، وإلغاء الضريبة على الإكراميات، وضخ مليارات إضافية في قطاعات الدفاع ومكافحة الهجرة.
وأكد ترامب أن تمرير المشروع سيؤدي إلى “نهضة اقتصادية غير مسبوقة”، لكن دراسات مستقلة أظهرت أن المستفيد الأكبر سيكون أصحاب الدخول المرتفعة، بينما قد يفقد ملايين الأمريكيين من ذوي الدخل المحدود مزايا صحية وغذائية حيوية.
انتقادات واسعة وتقديرات صادمة
ويحذر اقتصاديون من أن القانون سيؤدي إلى ارتفاع كبير في العجز الفيدرالي، حيث قدّر مكتب الموازنة في الكونجرس أن القانون سيرفع الدين العام بأكثر من 3.4 تريليون دولار بحلول عام 2034، فيما يكلف تمديد الإعفاءات الضريبية وحدها نحو 4.5 تريليون دولار.
وقال النائب الجمهوري عن تكساس، كيث سيلف، موضحًا معارضته: “جئت إلى واشنطن للمساعدة على كبح الدين الوطني، الأمر لا يتعلق بالمال فقط، بل هو مسألة أخلاقية”
ومن أبرز البنود التي أثارت الجدل، خطط خفض تمويل برنامج “ميديكيد” وبرنامج “سناب” للمساعدات الغذائية، إلى جانب إلغاء حوافز ضريبية دعمت الطاقة المتجددة في عهد الرئيس السابق جو بايدن.
الديمقراطيون يرفضون المشروع جملة وتفصيلًا
ويواجه مشروع القانون معارضة موحدة من الحزب الديمقراطي، حيث وصف زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، الموازنة المقترحة بأنها “موازنة كبيرة وبشعة تؤذي الأمريكيين العاديين وتكافئ أصحاب المليارات”.
وفي ظل استمرار التباين داخل المعسكر الجمهوري، ومستوى المعارضة المرتفع، لا يزال مصير “القانون الكبير والجميل” معلقًا، بينما تبقى أعين الأمريكيين معلقة على الكونغرس لمعرفة ما إذا كان سيتجه نحو تمرير قانون يرسم ملامح الاقتصاد والسياسة الاجتماعية لعقد قادم.