احتراف شيكابالا.. قصة لاعب أبهر الجماهير وخذلته اختياراته المتكررة.

ممكن يعجبك: الإسماعيلي يرفض قرار “فيفا” بوقف القيد وتغريمه مالياً
محمود عبد الرازق حسن فضل الله، المعروف بـ”شيكابالا”، يُعتبر من أبرز المواهب في تاريخ الكرة المصرية، يتمتع بموهبة استثنائية ولمسات سحرية جعلته محبوبًا لدى جماهير نادي الزمالك، وكان محط أنظار الأندية العربية والأوروبية في مراحل متعددة من مسيرته، ورغم تلك الموهبة الفذة، لم تكتمل فصول مسيرته الاحترافية كما توقع الكثيرون.
باوك سالونيك كانت أولى محطاته الاحترافية.
بدأ شيكابالا مسيرته الكروية في ناشئي القلعة البيضاء، وتم تصعيده إلى الفريق الأول وهو في عمر 16 عامًا فقط، حيث لفت الأنظار بموهبته مبكرًا، وسرعان ما جاءت أولى خطوات الاحتراف حين انتقل إلى نادي باوك سالونيك عام 2005، حيث أظهر إمكاناته الكبيرة وسرعته ومهاراته الفطرية، وأصبح نجمًا محبوبًا لدى جماهير الفريق، سجل أهدافًا مؤثرة وكان أحد أبرز لاعبي الدوري اليوناني في ذلك الوقت.
العودة للزمالك.. ومفاوضات الأهلي.
لكن تجربته في الأراضي اليونانية لم تدم طويلًا، إذ عاد الفهد الأسمر إلى مصر بعد خلافات إدارية، واختار العودة إلى ناديه الأم “نادي الزمالك” رغم محاولة الأهلي في ضمه، وكان هذا القرار بداية لسلسلة من المحطات التي مزجت بين التألق داخل الملعب والجدل خارجه.
تجربة الوصل الإماراتي.
في عام 2012، خاض شيكابالا تجربة احترافية جديدة من بوابة الدوري الإماراتي، من خلال نادي الوصل على سبيل الإعارة، وعلى الرغم من بدايته القوية، إلا أن عدم الانضباط والابتعاد عن التدريبات بسبب بعض المشكلات الإدارية والشخصية أدى إلى فسخ التعاقد بعد فترة قصيرة، ليعود مرة أخرى إلى القلعة البيضاء.
البرتغال المحطة الثالثة.. عنوانها سبورتنج لشبونة.
مقال له علاقة: ثلاثة لاعبين حسموا مشاركتهم في مباراة الأهلي ضد إنتر ميامي
جاء عام 2014 ليشهد انتقال الدولي المصري إلى سبورتينج لشبونة البرتغالي، في خطوة كان من المتوقع أن تكون بوابته إلى المجد الأوروبي، لكنه لم يشارك سوى لدقائق معدودة، ودخل في صراعات مع إدارة النادي، لينتهي به المطاف مجمدًا خارج القائمة، ثم تمت إعارته لاحقًا إلى نادي الإسماعيلي.
الرائد السعودي ثم أبولون القبرصي آخر المحطات الاحترافية.
توالت الإعارات بعد ذلك، حيث خاض شيكا تجربة مع الرائد السعودي موسم 2017، وقدم أداءً لافتًا سجل خلاله عدة أهداف وصنع أخرى، قبل أن ينتقل إلى أبولون سميرني اليوناني، لكن التجربة كانت قصيرة وغير ناجحة، ليعود مجددًا إلى بيته الأول نادي الزمالك.
ورغم تقلبات مشواره الاحترافي، إلا أن شيكابالا ظل أسطورة بيضاء خالصة، وحصد مع الزمالك العديد من البطولات أبرزها الدوري المصري وكأس مصر والسوبر الأفريقي والسوبر المصري والكونفدرالية الإفريقية، وكان قائدًا حقيقيًا للفريق، خاصة في السنوات الأخيرة.
مسيرة شيكابالا الاحترافية تختصر في كلمة واحدة: “الفرص الضائعة”، فبينما كان يُنتظر أن يكون نجمًا عالميًا بفضل موهبته الفريدة، حالت ظروف كثيرة، أبرزها قلة الانضباط الإداري والالتزام الشخصي، دون استمراره في أوروبا أو تحقيق النجاح الكامل خارج مصر
ومع ذلك، تبقى قصة محمود عبد الرازق حسن فضل الله شيكابالا، علامة فارقة في تاريخ الكرة المصرية، تجمع بين الإبداع والعناد، وبين المجد المحلي والحلم الأوروبي غير المكتمل، لتسجل في ذاكرة الجماهير ليس فقط كموهبة نادرة، بل كقصة ملهمة ومثيرة للجدل.