مؤهلات سياحية فريدة تميز سيناء على الخريطة السياحية

تُعتبر سيناء واحدة من أبرز الأقاليم في العالم، وليس فقط في مصر، حيث تحتوي على مجموعة متنوعة من المعالم السياحية التي تشمل السياحة الثقافية والدينية والبيئية والشاطئية، بالإضافة إلى سياحة السفاري والغوص، وهذا التنوع السياحي يعد من عوامل الجذب الرئيسية، كما أن الاكتشافات الأثرية والأحداث التاريخية تضيف بُعدًا آخر لجاذبيتها.

مؤهلات سياحية فريدة تميز سيناء على الخريطة السياحية
مؤهلات سياحية فريدة تميز سيناء على الخريطة السياحية

 

مشروع التجلي الأعظم.

أصبحت سيناء محط أنظار الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مع انطلاق مشروع التجلي الأعظم، الذي سلط الضوء على السياحة الدينية في مصر بشكل عام، وفي سيناء بشكل خاص، حيث يجمع المشروع لأول مرة في التاريخ بين مزارات ومسارات تخص الديانات السماوية الثلاث، الإسلام والمسيحية واليهودية، مما يُنتظر أن يُحدث تأثيرًا كبيرًا بعد افتتاح المشروع وبدء تدفق السياح.

دير سانت كاترين: أقدم دير مسيحي مأهول ومزار سياحي عالمي

يُعتبر دير سانت كاترين، الذي يقع في قلب شبه جزيرة سيناء، أقدم دير مسيحي مأهول في العالم، حيث يُعد وجهة سياحية رئيسية، إذ يستقبل الزوار من مختلف أنحاء العالم لما يحمله من قيمة تاريخية ودينية، ويديره أسقف سيناء، ولا يخضع لسلطة أي بطريرك، بل يرتبط بعلاقات وثيقة ببطريرك القدس.

كانت الوصاية على الدير لسنوات طويلة للكنيسة الأرثوذكسية الروسية، ورهبان الدير حاليًا من اليونان، مثل أساقفة كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس، ويعود تاريخ بناء الدير إلى الإمبراطورة هيلين، والدة الإمبراطور قسطنطين، بينما قام الإمبراطور جستنيان بأعمال البناء الفعلية عام 545 ميلادية، وكان الهدف من بناء الدير هو إيواء رفات القديسة كاترين، التي عاشت في الإسكندرية.

الدير والإسلام

يحتوي دير سانت كاترين على مسجد صغير بناه الحاكم بأمر الله، أحد حكام مصر في العهد الفاطمي (909-1171)، وكان الهدف من بناء المسجد هو حماية الدير من الهجمات المتكررة، وخلال الحملة الفرنسية، قام نابليون بونابرت بتقوية سور الدير الذي يتراوح ارتفاعه بين 40 و200 قدم.

الدير وعوامل الجذب المختلفة

يمثل الدير بشقيه الروسي واليوناني، بالإضافة إلى ارتباطه بالقديسة كاترين، وجود جامع بداخله، وموقعه بجانب جبل موسى، وقربه من جبل التجلي، أحد عوامل الجذب الكبرى في سيناء، حيث لا يكاد يوجد سائح يزور مصر إلا ويتمنى زيارة الدير إذا أتيحت له الفرصة.

الاكتشافات الأثرية في سيناء

تمثل الاكتشافات الأثرية دعاية كبيرة لمصر، حتى لو بدا الكشف غير مهم أو خارج الخريطة السياحية، إلا أن خبر الكشف يجذب اهتمام الصحفيين والعلماء والمثقفين في جميع أنحاء العالم، مما يجعل منه أداة قوية للترويج السياحي، ويُعتبر الكشف نفسه أحد عوامل الجذب.

من أبرز الاكتشافات الأثرية في سيناء ما كشفته البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار، من بقايا تحصينات عسكرية ووحدات سكنية للجنود، وخندق يشير إلى إمكانية وجود قلعة في منطقة تل أبو صيفي بشمال سيناء، مما يُسلط الضوء على أسرار التحصينات العسكرية الشرقية لمصر خلال العصرين البطلمي والروماني، ويبرز أهمية موقع تل أبو صيفي كمركز عسكري وصناعي عبر العصور، مؤكدًا أن سيناء كانت دائمًا بوابة مصر الشرقية وحصنها الأول.

ظهر تصميم معماري مميز للبوابتين الشرقية للقلعتين البطلمية والرومانية المكتشفتين، مما يساعد في إعادة تصور شكل المداخل الدفاعية في ذلك الوقت، بالإضافة إلى خندق دفاعي ضخم بعمق يزيد عن مترين عند مدخل القلعة البطلمية، يُعتقد أنه كان جزءًا من نظام دفاعي يمكن تعطيله عند التهديد.

كما تم العثور على طريق بعرض 11 متر وطول يتجاوز 100 متر، مرصوف ببلاطات من الحجر الجيري، يمتد من خارج البوابة الشرقية للقلعة الرومانية إلى قلب الموقع، و500 دائرة طينية على جانبي الطريق، يُرجح أنها كانت تُزرع بالأشجار، بالإضافة إلى مساكن الجنود من العصر الروماني، مما يُعطي صورة واضحة عن الحياة اليومية للفرسان المرابطين في القلعة الرومانية خلال عصر الإمبراطور دقلديانوس والإمبراطور مكسيميان، و4 أفران كبيرة استخدمت لإنتاج الجير الحي.

يُعتبر موقع تل أبو صيفي أحد المواقع الاستراتيجية الهامة، حيث لعب دورًا محوريًا في حماية حدود مصر الشرقية، ومع تغير مجرى نهر النيل وانحسار الساحل، انتقلت الأهمية من موقع تل حبوة (مدينة ثارو الفرعونية) إلى تل أبو صيفي.

ختامًا، نجد أن سيناء بمكوناتها الدينية والأثرية، بالإضافة إلى إمكاناتها الشاطئية حيث تمتلك شواطئ ساحرة، أصبحت مكانتها على الخريطة السياحية العالمية أقوى بكثير من ذي قبل، حيث كان الجذب فيها مقتصرًا على دير سانت كاترين، ومدينتي شرم الشيخ ودهب.