صرح وزير الدفاع الهولندي روبن بريكلمانس بأن أجهزة المخابرات الهولندية لديها أدلة تثبت أن روسيا قد زادت من استخدامها للأسلحة الكيميائية المحرمة دوليًا في الحرب المستمرة في أوكرانيا، مما يمثل تصعيدًا مقلقًا في أسلوب العمليات العسكرية الروسية.

مقال له علاقة: الجيش الإسرائيلي يدمر موقعًا استراتيجيًا لحزب الله في جنوب لبنان
وفي حديثه لوكالة “رويترز”، أوضح الوزير الهولندي أن القوات الروسية استخدمت مواد خانقة تم إسقاطها بواسطة الطائرات المسيرة لإجبار الجنود الأوكرانيين على مغادرة مواقعهم الدفاعية، مما يسهل استهدافهم بالأسلحة النارية.
وأشار بريكلمانس إلى أن هذا التصعيد يعكس اتجاهًا متزايدًا على مدى السنوات الماضية، حيث أصبح استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل روسيا أكثر شيوعًا ومنهجية.
ودعا الوزير الهولندي إلى فرض عقوبات أكثر صرامة على موسكو، معربًا عن قلقه من تزايد هذا النوع من التهديدات، ليس فقط على أوكرانيا بل على الأمن الدولي بشكل عام، مضيفًا أنه يجب علينا اتخاذ خطوات أكثر حزمًا، بما في ذلك مراجعة عضوية روسيا في الهيئات الدولية مثل المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
روسيا استخدمت غاز خانق
من جانبه، أكد رئيس المخابرات العسكرية بيتر ريسينك أن التحليل الهولندي يعتمد على معلومات استخباراتية مستقلة تم جمعها محليًا، مشيرًا إلى أن روسيا استخدمت مركب “الكلوروبكرين”، وهو غاز خانق تم استخدامه لأول مرة خلال الحرب العالمية الأولى، في عدد من الحالات الميدانية.
ولفت إلى وجود تقارير تفيد بوفاة ثلاثة جنود أوكرانيين بسبب التعرض لهذه المواد، بالإضافة إلى تسجيل أكثر من 2500 إصابة بأعراض مرتبطة بالأسلحة الكيميائية.
وأفادت أوكرانيا أن لديها آلاف الحالات التي توثق استخدام موسكو لمواد كيميائية في ساحة المعركة، بينما لم تصدر وزارة الدفاع الروسية أي تعليق على هذه الاتهامات حتى الآن، حيث اكتفت سابقًا بنفي استخدام أي ذخائر محظورة، متهمة أوكرانيا باستخدام تلك المواد.
وفي تصريح لها يوم الأربعاء، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن قوات الأمن الروسية اكتشفت مخبأً يحتوي على عبوات كلوروبكرين تعود للقوات الأوكرانية، وهي ادعاءات تنفيها كييف بشكل متكرر.
وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قد أعلنت العام الماضي أن المزاعم المتبادلة بين موسكو وكييف لم يتم التحقق منها بشكل قاطع، رغم تكرار التقارير.
مقال مقترح: سفير أمريكا بتل أبيب: قاذفات بي-2 بحاجة لزيارة اليمن بعد اعتراض صاروخ
روسيا عضو في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية
تعتبر روسيا عضوًا في منظمة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية، وقد أعلنت، مثل الولايات المتحدة، عن تدمير مخزوناتها المعلنة من الأسلحة الكيميائية.
تشير التقارير الاستخباراتية الهولندية، بالتعاون مع شركاء أوروبيين، إلى أن موسكو زادت من وتيرة إنتاج وتطوير الأسلحة الكيميائية من خلال تعزيز قدراتها البحثية وتشكيل فرق خبراء لهذا الغرض، كما يُقال إن توجيهات رسمية صدرت للجنود الروس لاستخدام المواد السامة في العمليات الميدانية.
الجدير بالذكر أن مادة الكلوروبكرين تُصنف ضمن قائمة المواد المحظورة من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، نظرًا لتأثيرها الخطير على الجهاز التنفسي والجلد، وقد تسبب حروقًا وتهيجات قوية، بالإضافة إلى أعراض خطيرة في حال التعرض المكثف أو الابتلاع.
وفي ختام تقريره للبرلمان، أكد بريكلمانس على ضرورة تكثيف الضغط الدولي على روسيا، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي يدرس بالفعل إضافة كيانات وأفراد روس إلى قائمة العقوبات، بما في ذلك المتورطون المحتملون في استخدام الأسلحة الكيميائية.