القيادة المصرية للفاو تفتح آفاقاً جديدة للزراعة والتنمية في أفريقيا

في خطوة وصفها المتخصصون بالتاريخية، والتي تؤسس لمرحلة جديدة من الحضور المصري الدولي في المؤسسات متعددة الأطراف، تم الإعلان عن اختيار مصر لرئاسة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” لأول مرة منذ تأسيس المنظمة.

القيادة المصرية للفاو تفتح آفاقاً جديدة للزراعة والتنمية في أفريقيا
القيادة المصرية للفاو تفتح آفاقاً جديدة للزراعة والتنمية في أفريقيا

هذا الاختيار يفتح المجال للعديد من التساؤلات: ما هي الفاو؟ ولماذا يمثل هذا الإنجاز أهمية كبيرة على المستويين الدولي والوطني؟

ما هي منظمة الفاو؟

تُعتبر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، المعروفة اختصارًا بـ”FAO”، واحدة من أبرز المنظمات الدولية المتخصصة التابعة للأمم المتحدة، تأسست في 16 أكتوبر 1945 ويقع مقرها الرئيسي في العاصمة الإيطالية روما، وتضم حاليًا أكثر من 190 دولة عضو.

أهداف منظمة الفاو الأساسية

تهدف المنظمة إلى القضاء على الجوع والفقر الغذائي في العالم، وتحقيق الأمن الغذائي وضمان حصول الجميع على أغذية آمنة ومغذية، وتطوير الزراعة المستدامة والموارد الطبيعية، ودعم صغار المزارعين والمنتجين من خلال توفير المعرفة التقنية لهم، بالإضافة إلى مواجهة التغير المناخي وتأثيراته على الزراعة والإنتاج الحيواني والمائي.

تُسهم المنظمة بشكل محوري في توجيه السياسات الزراعية، وتمويل مشروعات التنمية، وتقديم الدعم الفني للدول النامية في مجالات مثل الري وتحسين البذور وحماية الأراضي ومكافحة الآفات وصيد الأسماك.

دلالة اختيار مصر لرئاسة الفاو لأول مرة

يُعتبر اختيار مصر لرئاسة مجلس منظمة الفاو حدثًا فاصلًا وغير مسبوق في تاريخ علاقتها بالمنظمة، كما يمثل تقديرًا دوليًا لدور مصر المتنامي في قضايا الأمن الغذائي والتنمية الزراعية، خاصة في ظل الأزمات العالمية المتتالية مثل الحرب في أوكرانيا والتغيرات المناخية وتحديات سلاسل الإمداد.

يؤكد عدد من الخبراء في تصريحات خاصة لموقع خبر صحأن هذا الاختيار يُعتبر اعترافًا دوليًا بكفاءة الدبلوماسية المصرية في الملفات التنموية والزراعية، مما يعزز من مكانة مصر كصوت للدول النامية، خاصة في القارة الإفريقية والشرق الأوسط، ويمنحها دورًا أكبر في رسم السياسات الزراعية العالمية، خاصة ما يتعلق بالتمويل والمساعدات والتكنولوجيا، بالإضافة إلى توسيع شبكة علاقاتها التنموية والاقتصادية مع الدول الأعضاء في المنظمة.

مصر وملف الأمن الغذائي

على مدار السنوات الماضية، كثفت الدولة المصرية جهودها لمواجهة تحديات الأمن الغذائي، خاصة في ظل الزيادة السكانية الكبيرة والضغط على الموارد المائية، وشهدت مصر إطلاق عدد من المشروعات القومية في هذا الإطار مثل:

مشروع الدلتا الجديدة لزيادة الرقعة الزراعية

مراكز تجميع الألبان لدعم الإنتاج الحيواني، وتوسعات في الصوب الزراعية والتكنولوجيا الحديثة، ومشروعات تبطين الترع وتحديث أنظمة الري.

كما شاركت مصر بفعالية في مؤتمرات الفاو، وكانت دائمًا ضمن الدول التي تطرح مبادرات واقعية للتنمية الزراعية المستدامة سواء في إفريقيا أو في المناطق الأكثر تأثرًا بالجفاف والتصحر.

رئاسة مصر للفاو ما الذي يمكن أن تحققه

من خلال حصول مصر على هذا المقعد القيادي، تتاح لها فرص هائلة لقيادة ملفات حيوية تمس حياة الملايين، خاصة في دعم المزارعين الصغار في إفريقيا، وتمويل مشروعات الزراعة المستدامة، وتنسيق الجهود الدولية لمواجهة الجوع وسوء التغذية، ودعم الابتكار الزراعي وتبادل المعرفة بين الشمال والجنوب.

من المتوقع أن تعزز مصر من صوت الدول العربية والإفريقية داخل المنظمة، وأن تعمل على بناء شراكات أكثر فاعلية لخدمة أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، ولا تعتبر رئاسة مصر لمنظمة الفاو مجرد منصب دولي رمزي، بل هي منبر عالمي جديد لمصر لطرح رؤيتها التنموية وتعزيز دورها الريادي في قضايا الغذاء والزراعة والمناخ، وهي أيضًا فرصة لتقوية علاقاتها مع المجتمع الدولي، ولتصبح نموذجًا إقليميًا في تحقيق الأمن الغذائي العادل والمستدام.