تداول ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مصوّرة تُظهر اندلاع حريق هائل في منطقة حراجية قريبة من قصر الشعب الرئاسي في العاصمة السورية دمشق، وسط تساؤلات حول مدى ارتباط هذا الحريق بالفعاليات التي أقيمت في المنطقة الليلة السابقة.

اقرأ كمان: 14 قتيلًا في انهيار مدمر لمحجر بإندونيسيا | فيديو
وأكد الدفاع المدني السوري أن الحريق نشب في منطقة تقع بين ضاحية الشام الجديدة المعروفة بمشروع دمر وقصر الشعب، مشيرًا إلى أن فرق الإطفاء هرعت إلى المكان وتعمل على احتواء النيران ومنع امتدادها إلى المناطق المجاورة.
قال مدير الدفاع المدني في دمشق، حسن الحسان، إن “الوضع لا يزال صعبًا، ووتيرة تمدد الحريق تتسارع”، موضحًا أن أسباب اندلاع النيران لم تُعرف بعد.
ممكن يعجبك: ماكرون يعتبر حصار غزة “فضيحة” ويدعو لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن
حريق بالقرب من القصر الشعب
ويأتي هذا الحريق بعد ساعات من إقامة احتفالية كبيرة في محيط قصر الشعب، شهدت إطلاقًا كثيفًا للألعاب النارية، وذلك بمناسبة الكشف عن “الهوية البصرية الجديدة لسوريا”، في فعالية رسمية حضرها الرئيس السوري أحمد الشرع وعدد من المسئولين، إلى جانب جمهور غفير في الساحات العامة بعدة مدن.
“العقاب الذهبي”. شعار سوريا الجديدة
في خطوة وُصفت بأنها تعكس بداية مرحلة سياسية جديدة للبلاد، كشفت السلطات السورية عن الشعار الوطني الجديد للدولة تحت اسم “العقاب الذهبي”، الذي يُعد محور الهوية البصرية الجديدة لسوريا.
وجاء الإعلان عن الشعار ضمن رؤية رمزية حديثة تهدف إلى إعادة تعريف مفهوم الدولة السورية، ومزج عناصر من التراث مع ملامح التجديد، في إطار مشروع وطني أوسع أطلقه الرئيس أحمد الشرع بعد توليه الحكم في ديسمبر 2024، خلفًا لبشار الأسد.
وبحسب الوكالة السورية الرسمية، فإن الشعار الجديد هو ثمرة تعاون بين مؤسسات حكومية وفريق من الخبراء والفنانين، ويرتكز على طائر العقاب الذي صممه الفنان السوري خالد العسلي عام 1945، مع تحديثات تعكس التحولات الاجتماعية والسياسية التي شهدتها البلاد.
رمزية متجددة
يحمل “العقاب الذهبي” في تصميمه رموزًا متعددة، وهي النجوم الثلاث التي ارتبطت سابقًا بالعلم السوري، أصبحت تمثل الشعب وقيمه وتطلعاته، ووضعت أعلى العقاب، حيث إن جناحي العقاب يحتويان على 14 ريشة، ترمز إلى محافظات سوريا، تعبيرًا عن وحدة الأرض والشعب، وريش الذيل الخمسة ترمز إلى الأقاليم الجغرافية الرئيسية، وتم تصوير العقاب في وضعية توازن، لا هجومية ولا دفاعية، في رسالة عن رغبة الدولة في الاستقرار والانفتاح.
ويصف التفسير الرسمي للشعار بأنه “عقد بصري جديد”، يربط بين ماضي سوريا وحاضرها، ويعكس سعي الدولة نحو تجديد ذاتها لا الانفصال عن جذورها.
خارطة طريق جديدة لسوريا
يُشار إلى أن إطلاق الشعار جاء ضمن حزمة من الإجراءات السياسية أطلقها الرئيس السوري أحمد الشرع مع بداية فترة انتقالية مدتها خمس سنوات، شملت على النحو التالي.
- حل البرلمان السابق
- توقيع إعلان دستوري مؤقت
- تشكيل حكومة انتقالية تُمهّد لمستقبل سياسي جديد في البلاد
وتقول السلطات السورية الحالية إن هذه الإجراءات تسعى إلى إعادة بناء الدولة السورية على أسس جديدة، قائمة على “الشرعية الشعبية والهوية الوطنية الجامعة”.