أعلن الجيش الأوكراني عبر منصاته على وسائل التواصل الاجتماعي أن القوات الخاصة الأوكرانية قامت بقصف مطار بوريسوجليبسك العسكري الروسي في منطقة فورونيج يوم السبت، مما أدى إلى استهداف مخزن قنابل انزلاقية وطائرة تدريب، وأكد الجيش أن هناك طائرات أخرى من المحتمل أن تكون قد تعرضت للإصابة أيضًا، لكن لم يتم تقديم تفاصيل إضافية حول ذلك، ويُعتبر هذا المطار القاعدة الرئيسية لطائرات العدو من طراز سو-34، سو-35إس، وسو-30إس إم.

مقال له علاقة: نتنياهو يسعى لمحاربة إيران لضمان بقائه في منصبه بحسب بيل كلينتون
وزير دفاع هولندا: روسيا هاجمت أوكرانيا بأسلحة محرمة دوليًا
وفي وقت لاحق، صرح وزير الدفاع الهولندي روبن بريكلمانس بأن أجهزة المخابرات الهولندية تمتلك أدلة تؤكد أن روسيا زادت من استخدام الأسلحة الكيميائية المحرمة دوليًا في الحرب الجارية في أوكرانيا، مما يمثل تصعيدًا مقلقًا في نمط العمليات العسكرية الروسية.
وفي حديثه لوكالة “رويترز”، أوضح الوزير الهولندي أن القوات الروسية استخدمت مواد خانقة تم إسقاطها بواسطة طائرات مسيرة لإجبار الجنود الأوكرانيين على مغادرة مواقعهم الدفاعية، مما يسهل استهدافهم بالأسلحة النارية، وأشار بريكلمانس إلى أن “هذا التصعيد يعكس اتجاهاً متزايداً منذ سنوات، حيث أصبح استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل روسيا أكثر شيوعاً ومنهجية”.
مقال مقترح: إسرائيل تعلن حالة الطوارئ الشاملة مع إغلاق المدارس وتعليق العمل وتوقف الرحلات
ودعا الوزير الهولندي إلى فرض عقوبات أكثر صرامة على موسكو، معبرًا عن قلقه من تفشي هذا النوع من التهديدات، ليس فقط على أوكرانيا بل على الأمن الدولي بشكل عام، مضيفًا “يجب علينا اتخاذ خطوات أكثر حزمًا، ومنها مراجعة عضوية روسيا في الهيئات الدولية مثل المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية”.
روسيا استخدمت غاز خانق
من جانبه، أكد رئيس المخابرات العسكرية بيتر ريسينك أن التحليل الهولندي يستند إلى معلومات استخباراتية مستقلة تم جمعها محليًا، مشيرًا إلى أن روسيا استخدمت مركب “الكلوروبكرين”، وهو غاز خانق استُخدم لأول مرة خلال الحرب العالمية الأولى، في عدد من الحالات الميدانية.
ولفت إلى وجود تقارير تشير إلى وفاة ثلاثة جنود أوكرانيين نتيجة التعرض لهذه المواد، بالإضافة إلى تسجيل أكثر من 2500 إصابة بأعراض مرتبطة بالأسلحة الكيميائية.
وأفادت أوكرانيا بأنها تمتلك آلاف الحالات التي توثق استخدام موسكو لمواد كيميائية في ساحة المعركة، بينما لم تصدر وزارة الدفاع الروسية أي تعليق على هذه الاتهامات حتى الآن، حيث اكتفت سابقًا بنفي استخدام أي ذخائر محظورة، متهمة أوكرانيا باستخدام تلك المواد.
وفي تصريح لها يوم الأربعاء، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن قوات الأمن الروسية اكتشفت مخبأً يحتوي على عبوات كلوروبكرين، زاعمة أنه تابع للقوات الأوكرانية، وهي ادعاءات تنفيها كييف بشكل متكرر.
وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قد أعلنت العام الماضي أن المزاعم المتبادلة بين موسكو وكييف لم يتم التحقق منها بشكل قاطع، رغم تكرار التقارير.
روسيا عضو في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية
تُعتبر روسيا عضوًا في منظمة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية، وقد أعلنت، مثل الولايات المتحدة، تدمير مخزوناتها المعلنة من الأسلحة الكيميائية، وتشير تقارير استخباراتية هولندية، بالتعاون مع شركاء أوروبيين، إلى أن موسكو قد زادت من وتيرة إنتاج وتطوير الأسلحة الكيميائية، من خلال تعزيز قدراتها البحثية وتجميع فرق خبراء لهذا الغرض، كما يُقال إن توجيهات رسمية صدرت للجنود الروس لاستخدام المواد السامة في العمليات الميدانية.
الجدير بالذكر أن مادة الكلوروبكرين تُدرج ضمن لائحة المواد المحظورة من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، نظرًا لتأثيرها الخطير على الجهاز التنفسي والجلد، وقد تسبب حروقًا وتهيجات قوية، فضلًا عن أعراض خطيرة في حال التعرض المكثف أو الابتلاع.
وفي ختام تقريره للبرلمان، شدد بريكلمانس على ضرورة تكثيف الضغط الدولي على روسيا، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي يدرس بالفعل إضافة كيانات وأفراد روس إلى قائمة العقوبات، بينهم متورطون محتملون في استخدام الأسلحة الكيميائية.