السيناريو الكارثي لعودة أضخم تسونامي في البحر المتوسط

تُثير منصات التواصل الاجتماعي من حين لآخر قلقًا حول إمكانية حدوث تسونامي في البحر الأبيض المتوسط، وكان أحدثها ما تم تداوله مؤخرًا بشأن “ظواهر غريبة” في مياه البحر، مع تكهنات حول وقوع زلازل أو انفجارات بركانية قد تُسبب كارثة تهدد المدن الساحلية، وفي رد حاسم، أكد المعهد القومي للبحوث الفلكية أن هذه الادعاءات لا تستند إلى أي أساس علمي، وأن التغيرات المزعومة في البحر تعود لأسباب بشرية لا علاقة لها بأي نشاط زلزالي، مطمئنًا المواطنين بأن الوضع مستقر تمامًا ولا يستدعي الذعر.

السيناريو الكارثي لعودة أضخم تسونامي في البحر المتوسط
السيناريو الكارثي لعودة أضخم تسونامي في البحر المتوسط

كارثة لا تُنسى.. تسونامي 1956 في بحر إيجة

ورغم هذه الطمأنات، فإن الحديث عن تسونامي في المتوسط يُعيد للأذهان أكبر كارثة من هذا النوع التي ضربت المنطقة في العصر الحديث، ففي 9 يوليو 1956، تسبب زلزال قوي تجاوزت شدته 7 درجات في توليد موجات تسونامي ضربت سواحل اليونان، وبلغ ارتفاعها في بعض المناطق 20 مترًا، هذه الكارثة، التي ظلت أسبابها غامضة لفترة طويلة، خضعت لاحقًا لدراسة من قبل باحثين فرنسيين، الذين كشفوا أن الزلزال وقع عند صدع أمورجوس، وهو ما شكّل التفسير العلمي المعتمد للحدث.

تسونامي 365 ميلادية.. “يوم الرعب” في المتوسط

لكن أكثر المشاهد رعبًا تعود إلى 21 يوليو عام 365 ميلادية، حين وقع زلزال ضخم في شرق المتوسط، يُعتقد أنه الأقوى في تاريخ المنطقة، وكانت جزيرة كريت مركز هذا الزلزال، الذي تبعته أمواج تسونامي عنيفة دمرت مناطق واسعة، وكان الدمار في الإسكندرية شديدًا لدرجة أن ذلك اليوم سُجّل في التاريخ باسم “يوم الرعب”، وكان الزلزال قويًا بدرجة كافية لرفع أجزاء من كريت عدة أمتار فوق مستوى البحر، ودرس علماء ألمان، منهم ريتشارد أوت من مركز GFZ لعلوم الأرض، شواطئ الجزيرة المتحجرة باستخدام التأريخ بالكربون المشع، في محاولة لإعادة بناء تفاصيل الكارثة.

الزلزال أمر ضروري لتقدير مخاطر الزلازل والتسونامي

وخلصت الدراسة إلى أن فهم طبيعة الصدع الأرضي الذي سبّب الزلزال أمر ضروري لتقدير مخاطر الزلازل والتسونامي في منطقة البحر الأبيض المتوسط، التي رغم هدوئها الظاهري، لا تزال تخفي تحتها تاريخًا زلزاليًا شديد الخطورة.