أكد الدكتور محمد راشد، أستاذ الاقتصاد بجامعة بني سويف، أن الانخفاض المستمر في أسعار النفط عالميًا يحمل تأثيرات إيجابية على الاقتصاد المصري، خاصة أن مصر تُعتبر مستورِدة صافية للنفط الخام وبعض المنتجات البترولية.

من نفس التصنيف: زيادة حجم التبادل التجاري بين مصر ورومانيا إلى 1.5 مليار دولار بحلول 2025
وأشار راشد في تصريح خاص لـ”نيوز رووم”، أن تراجع أسعار خام برنت إلى ما دون 69 دولارًا للبرميل يسهم في تقليل تكلفة استيراد المواد البترولية، مما يخفف الضغط على الموازنة العامة للدولة، ويفتح المجال لإعادة تقييم مخصصات دعم الطاقة.
انخفاض في أسعار النفط عالميًا
وأوضح أن كل انخفاض بمقدار 10 دولارات في أسعار النفط عالميًا يمكن أن يوفر لمصر مليارات الجنيهات، سواء من حيث دعم الوقود أو تكلفة الإنتاج الصناعي والنقل، مشيرًا إلى أن هذا قد يساهم في استقرار الأسعار محليًا إذا تم توجيه هذا الوفر لتحسين منظومة الحماية الاجتماعية أو دعم الصناعة.
ومع ذلك، حذر من أن استمرار التذبذب في الأسواق العالمية يحمل جانبًا من المخاطرة، مضيفًا: “إذا بنت الحكومة سياساتها على انخفاض مؤقت للأسعار، فقد تتفاجأ لاحقًا بارتداد قوي في السوق، وهو ما يتطلب قدرًا من التحوط المالي والسياسي”
تعظيم الاستفادة من انخفاض الأسعار
وأكد أن الفرصة متاحة الآن أمام الحكومة لتعظيم الاستفادة من انخفاض الأسعار، سواء من خلال تعزيز مخزونها الاستراتيجي من الخام، أو إعادة هيكلة منظومة التسعير المحلي لتقليل التقلبات.
أسعار النفط العالمية
تستمر أسعار النفط العالمية في الهبوط للجلسة الثانية على التوالي، في ظل تراجع المخاوف الجيوسياسية وزيادة التوقعات بارتفاع المعروض في السوق، إلى جانب ضبابية المشهد التجاري الأمريكي
.
فقد تراجع سعر خام برنت تسليم سبتمبر 2025 بنسبة 0.29% ليسجل 68.60 دولارًا للبرميل، كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أغسطس بنسبة 0.12% إلى 66.92 دولارًا للبرميل.
عوامل الضغط على السوق
جاء هذا التراجع في الأسعار بعد أن جددت إيران التزامها بمعاهدة حظر الانتشار النووي، مما خفف من احتمالات تصعيد التوتر مع الغرب، في وقت تتجه فيه دول أوبك+ لمواصلة تقليص التخفيضات الطوعية والعودة لزيادة الإنتاج تدريجيًا، مع احتمالات بزيادة جديدة قدرها 411 ألف برميل يوميًا في أغسطس.
مقال مقترح: “سكن لكل المصريين 7” يتيح فرصًا جديدة لمن لم يفزوا سابقًا
كما أشارت تقارير إلى أن اجتماع أوبك+ المرتقب يوم الأحد قد يشهد الاتفاق على المزيد من الزيادات في الحصص الإنتاجية، بعد الانخفاض العالمي في إنتاج النفط للمرة الأولى منذ 4 سنوات، وفق ما أعلنه أمين عام المنظمة.
تأثيرات سياسية وتجارية
في سياق متصل، يترقب السوق انتهاء فترة تعليق الرسوم الجمركية الأميركية يوم 9 يوليو، وسط غياب اتفاقات تجارية مع الشركاء الكبار مثل الاتحاد الأوروبي واليابان، مما يزيد من التوتر بشأن مستقبل التجارة الدولية وتأثيرها على الطلب العالمي.
كما أشار بنك “باركليز” إلى خفض توقعاته لأسعار برنت خلال العام إلى 72 دولارًا للبرميل بدلاً من 78، مع توقع انخفاض إضافي إلى 70 دولارًا بحلول 2026.
نظرة مستقبلية
يرى محللون أن السوق يتحرك في نطاق ضيق، ويتأثر سريعًا بأي تغيرات جيوسياسية أو قرارات إنتاجية، في ظل هشاشة توازن العرض والطلب.
وقالت فاندانا هاري، مؤسسة “فاندا إنسايتس”، إن أي تقدم في المحادثات الأميركية-الإيرانية قد يفتح الباب لرفع العقوبات وعودة النفط الإيراني للأسواق، مما يُعزز الضغط على الأسعار في المدى القصير.