أعلنت ميليشيات الدعم السريع، اليوم السبت، عن تحقيق تقدم ميداني جديد بعد سيطرتها على منطقة “أم جمينا” في ولاية شمال كردفان بالسودان، في عملية وصفتها بـ”النوعية والخاطفة” حيث جاء في بيان القوات المنشور على موقعها الرسمي أن العملية أسفرت عن دحر قوات الجيش السوداني، وأكدت أن عناصر الدعم السريع واصلوا تقدمهم حتى جبل “أم هشابة” جنوب غرب مدينة الأبيض، مما أسفر عن خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، بالإضافة إلى استيلائهم على مركبات عسكرية وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.

من نفس التصنيف: وزير الخارجية الألماني يؤكد أن تسليم الأسلحة لإسرائيل يعتمد على الوضع في غزة
وزعم بيان الدعم السريع أن السيطرة على “أم جمينا” تمثل “مرحلة مفصلية في بسط السيطرة على المنطقة”، مشيرًا إلى أن القوات وجهت “ضربة موجعة” للخصوم الذين “انسحبوا تاركين خلفهم عتادهم وجثث قتلاهم”، مؤكدة أنها ماضية في “معركة التحرير الشاملة” الرامية إلى إنهاء نفوذ الحركة الإسلامية على مقدرات السودان.
انتهاكات الدعم السريع في إقليم دارفور
في الجهة المقابلة، تزداد المخاوف من تفاقم الانتهاكات بحق المدنيين في إقليم دارفور، خصوصًا بعد التقارير الحقوقية والإنسانية التي أصدرتها منظمة “أطباء بلا حدود” يوم الخميس، والتي سلطت الضوء على أعمال عنف ممنهجة تمارسها قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر ومخيم زمزم بولاية شمال دارفور.
ممكن يعجبك: تحذير أمريكي عاجل بشأن خطر المظاهرات المعادية عقب ضرب إيران
ووفقًا للتقرير المعنون بـ”محاصرون وجوعى تحت وطأة الهجمات: فظائع جماعية في الفاشر وزمزم”، فقد جمعت المنظمة شهادات من 80 شخصًا، بينهم نازحون ومرضى وطاقم طبي، تشير إلى أن أبناء عرقية الزغاوة يتعرضون لاستهداف مباشر بسبب انتمائهم، حيث أكدت الشهادات أن عناصر الدعم السريع وحلفاءهم يميزون الضحايا بناءً على العرق، إذ قال أحد الناجين: “كانوا يسألوننا إذا كنا من الزغاوة، وإذا أجبنا بنعم، يقتلوننا فورًا”، فيما أكدت نازحة أخرى أن مجرد ذكر انتماء الزغاوة كان كافيًا لمنع الخروج من المدينة.
يذكر أن قوات الدعم السريع قد شنت، في 11 أبريل الماضي، هجومًا واسعًا على مخيم زمزم جنوب غرب الفاشر، استمر ثلاثة أيام، وأسفر عن مقتل 400 مدني وتشريد نحو 400 ألف شخص، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.
كما وصفت “أطباء بلا حدود” ما حدث بأنه تدمير ممنهج، شمل عمليات قتل ونهب جماعي، وحرق للمنازل والأسواق، بالإضافة إلى وقوع انتهاكات واسعة النطاق، من بينها العنف الجنسي.
وأشار التقرير إلى أن أبناء الزغاوة يشكلون جزءًا من القوات المشتركة التي تقاتل إلى جانب الجيش في الدفاع عن الفاشر، وأن الدعم السريع استهدفت مناطق معروفة بأنها موطن للزغاوة، وسط تحذيرات من تكرار ما جرى مع المساليت في غرب دارفور، حيث يواجه قادة في الدعم السريع، بينهم محمد حمدان دقلو “حميدتي”، محاكمات غيابية بتهم تتعلق بجرائم إبادة جماعية، شملت اغتيال والي غرب دارفور السابق، خميس عبد الله أبكر.
تواصل قوات الدعم السريع حصار مدينة الفاشر منذ أبريل 2024، مما أدى إلى انقطاع الإمدادات الغذائية والطبية عنها، وسط تدهور الأوضاع الإنسانية وتكرار الاشتباكات والقصف داخل المدينة ومحيطها.