شبح القسام يعود وحماس تقترب من تحقيق النصر السياسي في غزة

رأت صحيفة “التايمز” البريطانية أن حركة حماس تقترب من استعادة السيطرة الكاملة على قطاع غزة، حيث تبرز قوة بنيتها العسكرية وظهور قائد جديد وفعّال على رأس جناحها العسكري، وهو عز الدين الحداد، المعروف بلقب “شبح القسام”.

شبح القسام يعود وحماس تقترب من تحقيق النصر السياسي في غزة
شبح القسام يعود وحماس تقترب من تحقيق النصر السياسي في غزة

ومع تصاعد المؤشرات نحو إنهاء الحرب المستمرة منذ 20 شهرًا، يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتجه، رغم تصريحاته المتشددة، نحو اتفاق تهدئة قسري قد يكون غير مريح سياسيًا وعسكريًا، خاصة مع استعادة حماس لقوتها العسكرية تدريجيًا.

واشنطن تدفع نحو الاتفاق.. وترامب متفائل

وقد أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفاؤلًا كبيرًا بإمكانية التوصل إلى اتفاق خلال الأسبوع المقبل، تزامنًا مع استعداده لاستقبال نتنياهو في البيت الأبيض يوم الإثنين، ومن المتوقع أن يمارس البيت الأبيض ضغوطًا على الجانبين، في محاولة لبلورة هدنة قابلة للحياة تبدأ بوقف إطلاق نار مبدئي لمدة 60 يومًا.

حماس.. من الاستنزاف إلى إعادة البناء

رغم الخسائر الجسيمة التي مُنيت بها حماس، تشير الصحيفة إلى أن تقديرات استخباراتية إسرائيلية أكدت عودة القوة العسكرية للحركة إلى ما بين 15 و20 ألف مقاتل، وهي أرقام قريبة من مستواها قبل تصعيد مارس/آذار الماضي.

ويقول الباحث حسن الحسن، الزميل في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن إسرائيل استنزفت خياراتها العسكرية، وإن حماس نجحت في الحفاظ على بنيتها التنظيمية رغم استهداف قياداتها، مما يجعل فكرة الحسم العسكري غير قابلة للتنفيذ حاليًا.

عز الدين الحداد: “شبح القسام”

كما تسلط “التايمز” الضوء على عز الدين الحداد، القائد العسكري الناجي الذي تصفه الصحيفة بأنه “الرجل الأقوى اليوم في غزة”، وقد أصبح الرمز الفعلي لقيادة الحركة بعد تراجع أبرز قادتها، يُعرف الحداد بلقب أبي صهيب، ويمتلك قدرة عالية على ضبط الصفوف والسيطرة على ملف الأسرى.

ونقل التقرير أن الحداد يتحدث العبرية بطلاقة، ويُجري زيارات شخصية للأسرى الإسرائيليين المحتجزين، مما يجعله رقمًا صعبًا في أي تفاوض، ويرتبط بقرار مصيري: متى، وكيف، وبأي ثمن تُفرج حماس عن رهائنها؟

هل تقبل إسرائيل بوجود حماس بعد التهدئة؟

تشير الصحيفة إلى أن السؤال الحقيقي المطروح في أروقة صنع القرار الإسرائيلي والأمريكي هو: هل تستطيع إسرائيل التعايش مع حماس بعد الحرب؟ فبينما يُدرك الجيش الإسرائيلي محدودية تأثيره في فرض سيناريو الإقصاء الكامل، يُدرك السياسيون أن التهدئة قد تكرّس حضور حماس لا تقوّضه

ويرى الكولونيل المتقاعد إران ليرنر، أن حماس “أضعف من حيث القدرة الهجومية”، لكنها لا تزال تمتلك ما يكفي من التنظيم والسيطرة على السكان لفرض واقعها من جديد.

ومع احتدام المفاوضات واشتداد الضغوط الدولية، تتوزع غالبية سكان غزة الآن في مخيمات اللجوء المؤقتة في “منطقة المواصي” الساحلية، بعد دمار واسع طال شمال القطاع، وخاصة معقل الحداد.

ويبقى مصير غزة، وفق “التايمز”، رهين صفقة لا يريدها أحد لكنها قد تكون الوحيدة الممكنة، حيث تسعى كل الأطراف إلى إنهاء الحرب دون أن تُتهم بالهزيمة، وفي الوقت نفسه، تستعد حماس للبقاء بذكاء لا بالقوة فقط.