قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا والولايات المتحدة اعتادتا عبر الزمن تجاوز الخلافات والبحث عن أرضية مشتركة، مشيرًا إلى أن روسيا كانت من بين أولى الدول التي دعمت استقلال أمريكا عن بريطانيا، وأوضح بوتين أن بلاده قدمت الدعم السياسي والمالي للثورة الأمريكية، ووقفت إلى جانب الشمال خلال الحرب الأهلية الأمريكية، مما يعكس أن العلاقات بين البلدين اتسمت بالود والتعاون في مراحل متعددة من التاريخ.

شوف كمان: الحوثي يهدد أمريكا بعدم السماح لها بالعبور عبر البحر الأحمر في حال مهاجمتها إيران
وأشار الرئيس الروسي إلى أن موسكو ساعدت الأمريكيين من خلال تزويدهم بالسلاح والدعم المالي، وهو ما يعكس، برأيه، رغبة تاريخية في التقارب مع واشنطن.
دعم روسيا للثورة الأمريكية
في نهاية القرن الثامن عشر، اتبعت روسيا سياسة “الحياد المسلح”، مما ساهم في تقليص السيطرة البريطانية على البحار وفتح خطوط تجارة بحرية للمستعمرات الأمريكية، وهو ما اعتبر دعمًا غير مباشر لكنه كان مؤثرًا في مسار الثورة الأمريكية، كما رفضت الإمبراطورية الروسية ضغوطًا بريطانية لإرسال قوات لقمع الثورة، وكانت من أوائل الدول التي اعترفت بالكيان الأمريكي الناشئ.
ورغم أن هذه الصفحة من التاريخ لا تحظى باهتمام واسع في السرديات الرسمية، فإنها تسلط الضوء على بداية العلاقة بين دولتين أصبحتا لاحقًا من أبرز اللاعبين على المسرح الدولي.
حرب روسيا وأوكرانيا
في سياق آخر، تصاعد التوتر في أوكرانيا بعدما شنت روسيا هجومًا جويًا عنيفًا على العاصمة كييف، وُصف بأنه الأكبر منذ اندلاع الحرب بينهما، حيث استخدمت فيه موسكو مئات الطائرات المسيّرة وصواريخ دقيقة.
وذكرت القوات الجوية الأوكرانية أن الهجوم شمل 539 طائرة مسيّرة و11 صاروخًا، مما جعله أكثر الهجمات كثافة منذ بدء النزاع، ووقع القصف بعد مكالمة هاتفية بين بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي صرح عقب الاتصال بأن بوتين لا يظهر أي نية حقيقية لإنهاء الحرب.
زيلينسكي: كانت ليلة مرعبة ولم أستطع النوم
ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهجوم بأنه “ليلة مرعبة بلا نوم”، مؤكدًا أن الدفاعات الجوية أسقطت العشرات من الطائرات المسيّرة، إلا أن الضرر الذي خلفه الهجوم كان كبيرًا، مع إصابة 23 شخصًا، بينهم 14 نقلوا إلى المستشفيات.
ممكن يعجبك: الجيش الأردني يواجه 156 طائرة مسيّرة و107 رؤوس حربية خلال التصعيد الإقليمي
كما اندلعت حرائق في مناطق سكنية، وتعرضت مرافق حيوية للبنية التحتية لأضرار بفعل الشظايا المتساقطة، ما دفع شركة السكك الحديدية الأوكرانية إلى وقف بعض خطوطها غرب البلاد، وتأخرت القطارات لساعات.
في الوقت نفسه، نشر وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها بيانًا يصف فيه الهجوم بأنه واحد من أسوأ الليالي التي عاشتها كييف، مطالبًا المجتمع الدولي بفرض عقوبات فورية على روسيا وتسريع وتيرة الدعم العسكري لكييف.
ويأتي هذا التصعيد في ظل تردد أمريكي متزايد بشأن مواصلة إمدادات السلاح لأوكرانيا، حيث أُعلن عن مراجعة داخلية للبرامج الدفاعية وتأجيل في تسليم أنظمة أساسية، وهو ما يثير قلق المسؤولين في كييف بشأن مستقبل الدعم الغربي.