أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية بأن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غادر مساء الأحد متجهًا إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث من المقرر أن يلتقي غدًا بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سياق المحادثات الجارية للتهدئة مع حركة حماس الفلسطينية.
مقال له علاقة: إسرائيل تعاني من هجمات الصواريخ الإيرانية: 250 مصابًا و8 قتلى
وقبل أن يصعد إلى الطائرة، صرح نتنياهو قائلًا: “أعطيت الفريق المفاوض تعليمات واضحة، نحن ملتزمون بإعادة جميع الأسرى، وفي ذات الوقت مصممون على القضاء على حماس”، كما أضاف أن هناك “فرصة تاريخية لتوسيع دائرة السلام في المنطقة”
وأوضحت الصحيفة العبرية أن نتنياهو يعتزم خلال اللقاء شكر دونالد ترامب على موقفه الحازم تجاه إيران، والذي ساهم في تحقيق انتصار كبير، حيث أشار إلى أن إسرائيل لم يكن لديها حليف أقوى من الرئيس ترامب.
ومن المتوقع أن يُعقد الاجتماع بين نتنياهو وترامب غدًا في تمام الساعة 1:30 فجرًا بتوقيت القاهرة والقدس، وقد رفع ترامب مستوى اللقاء من مجرد اجتماع عمل إلى عشاء رسمي، مما يعكس رغبته في مناقشة الملفات بشكل أعمق وفي أجواء أكثر خصوصية، ولم يُعرف بعد ما إذا كان سيتم عقد مؤتمر صحفي مشترك في ختام اللقاء
إرسال وفد إسرائيلي إلى الدوحة
بالتزامن مع زيارة نتنياهو، وصلت بعثة التفاوض الإسرائيلية إلى العاصمة القطرية الدوحة، لبحث سبل إتمام صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار، حيث تضم البعثة نائب رئيس جهاز الشاباك، ومنسق شؤون الأسرى والمفقودين جال هيرش، ومستشار نتنياهو السياسي أوفير فلك، بالإضافة إلى ممثلين عن الشاباك والموساد.
بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
وحسب المعلومات المتاحة، فإن المقترح المطروح يتضمن وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، يتم خلالها الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثة لجنود إسرائيليين، مقابل انسحاب جزئي لجيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة.
فيما طالبت حركة حماس بتعديلات طفيفة على المقترح، حيث اشترطت دخول 600 شاحنة مساعدات يوميًا إلى القطاع تشمل الغذاء والدواء والوقود ومواد البناء، إضافة إلى السماح ببناء مساكن مؤقتة وتأهيل البنى التحتية، وفتح معبر رفح في كلا الاتجاهين لخروج ما يزيد على 20 ألف جريح ومريض لتلقي العلاج خارج غزة.
وأكدت حركة حماس على ضرورة أن تمر المساعدات فقط عبر وكالات تابعة للأمم المتحدة وعلى رأسها الأونروا، وليس عبر صندوق الدعم الأمريكي GHF، الذي وصفته بأنه “فخ قاتل ومصدر إذلال للمدنيين الفلسطينيين”.
وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن حماس تشترط كذلك وقف إطلاق نار شامل بعد فترة الهدنة، والاتفاق على صفقة شاملة لتبادل الأسرى، ورفع الحصار بشكل كامل، وإعادة إعمار القطاع، بجانب انسحاب كامل لقوات الاحتلال من غزة، وليس مجرد إعادة تموضع جزئية.
من جانبها، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي أن وفدًا برئاسة الأمين العام زياد النخالة قد وصل بالفعل إلى الدوحة للمشاركة في المحادثات.
تأجيل سفر نتنياهو بسبب قانون التجنيد
الجدير بالذكر أن رحلة نتنياهو إلى الولايات المتحدة تأخرت جزئيًا بسبب ضغوط من الأحزاب الحريدية للمضي قدمًا في إقرار قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية.
وعُقدت جلسة طارئة بين ممثل عن الأحزاب الحريدية ورئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست يولي إدلشتاين لمناقشة مشروع القانون قبل سفر نتنياهو.
ممكن يعجبك: بوتين يحذر من أن التدخل الخارجي في الصراع مع إيران يهدد الاستقرار العالمي
ورغم وجود بعض النقاط الخلافية، تُجمع التقديرات الإسرائيلية على أن الفجوات بين الطرفين “قابلة للكسر”، مع الإشارة إلى أن الاتفاق الكامل لن يُبرم خلال الأيام القليلة القادمة، بل قد يتطلب مزيدًا من الوقت والمفاوضات.