أوضح الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي ونائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية في جامعة الدول العربية، أن انضمام مصر ومشاركتها في القمة السابعة عشرة لمجموعة دول بريكس في مدينة ريو دي جانيرو يشكل دفعة قوية للشراكة الاقتصادية مع الدول الأعضاء في هذا التكتل المؤثر.

شوف كمان: طرق حماية حسابك البنكي من الاختراق
وأشار إلى أن مجموعة بريكس تضم دولًا تمثل تقريبًا نصف سكان العالم، ويبلغ إجمالي ناتجها المحلي نحو 30 تريليون دولار، كما تسيطر على ربع صادرات العالم، وتمثل أكثر من 30% من الاقتصاد العالمي، وتنتج حوالي 35% من الحبوب عالميًا، مما يعكس الثقل الاقتصادي الكبير لأعضائها، مضيفًا أن التوسع المستمر في عضوية المجموعة يعزز من مكانتها كقوة مؤثرة ومستقرة على الساحة الدولية.
مقال مقترح: خبراء يؤكدون أن التصنيع المحلي والتشريعات الذكية هما مفتاح ثورة الطاقة النظيفة
مكاسب اقتصادية كبيرة لمصر من التعامل بالعملات المحلية
وأكد غراب أن مصر ستستفيد من العديد من الفوائد الاقتصادية من مشاركتها في قمة بريكس، خاصة بعد السماح للشركات الصينية بالتعامل باليوان في السوق المصرية، بالإضافة إلى إعلان الصين استعدادها لمبادلة الديون المصرية بالعملة الصينية للحد من الاعتماد على الدولار، كما أشار إلى اتفاق روسيا على اعتماد الروبل في سداد قرض المحطة النووية، مما يعزز من الاتجاه نحو التعامل مع دول المجموعة بالعملات الوطنية، خاصة الصين وروسيا والهند، وهي الدول التي تعتمد عليها مصر في استيراد الحبوب والزيوت ومكونات الإنتاج.
الصين تقود نمو التجارة مع دول بريكس
وذكر غراب أن الصين زادت من حجم تجارتها مع دول بريكس بنسبة 5.5% خلال العام الماضي، مما يعد مؤشرًا على نمو العلاقات الاقتصادية داخل المجموعة.
وأضاف أن بنك التنمية الجديد التابع لبريكس، ومقره في شنغهاي، وافق على منح قروض تصل قيمتها إلى 35 مليار دولار لتنفيذ حوالي 100 مشروع، مشيرًا إلى أن مصر أصبحت محط اهتمام الدول الأعضاء، خاصة بعد إنشاء مناطق صناعية صينية وروسية داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وسعي الهند للقيام بخطوة مماثلة، وتابع أن مصر، بوصفها البوابة الرئيسية للقارة الإفريقية، تمثل مركز جذب للاستثمارات الراغبة في النفاذ إلى الأسواق الإفريقية، مما يفتح أمام المنتج المصري فرصًا جديدة للتوسع في دول التجمع، خاصة بعد انضمام دول جديدة إلى بريكس.
قمة بريكس تفتح الباب أمام توسيع استخدام العملات الوطنية
وكشف غراب أن أجندة قمة بريكس في البرازيل تركز على تعزيز استخدام العملات الوطنية في التبادل التجاري بين الدول الأعضاء، وهو ما يمثل فرصة حقيقية أمام مصر لزيادة حجم تجارتها البينية مع دول التجمع بعيدًا عن الدولار، مشيرًا إلى أن هذا الاتجاه يأتي في ظل التحديات المرتبطة بسياسات الحماية التجارية الأمريكية خلال فترة إدارة ترامب، والتي دفعت دول بريكس للبحث عن بدائل تحصّن اقتصاداتها.
وأضاف أن الصين، بصفتها المورد الأكبر عالميًا للمواد الخام، ستعزز من صادراتها لمصر باليوان، مما سيدعم جهود الدولة نحو تعميق الصناعة المحلية وتصنيع المنتجات التي يتم استيرادها حاليًا، وصولًا إلى الاكتفاء الذاتي في المستقبل القريب.
فرصة ذهبية للترويج للسياحة المصرية عبر بريكس
وأشار غراب إلى أن استقرار الأوضاع الأمنية في مصر، وعضويتها الرسمية في تجمع بريكس، يمثلان فرصة كبيرة للترويج للسياحة المصرية، خاصة مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير، مؤكدًا أن هذه المشاركة تساهم في جذب مزيد من السياح من دول التجمع، خصوصًا مع اكتمال مشروعات سياحية كبرى مثل مدينة رأس الحكمة السياحية، بالإضافة إلى ثراء مصر بالمواقع الأثرية المتنوعة من العصور الفرعونية والرومانية والإسلامية، ومناخها المميز وشواطئها الساحرة، مما يجعلها وجهة مفضلة لشعوب دول بريكس في المرحلة المقبلة.