الملكية الفكرية تتعرض للتهديد في الوسط الفني مع سرقة مها الصغير للوحة

في سلسلة من الأحداث المثيرة للجدل مؤخرًا داخل الأوساط الفنية، تجددت التساؤلات حول احترام حقوق الملكية الفكرية في العالم العربي، وذلك عقب عدة حالات اتهم فيها فنانون ومبدعون بسرقة أعمال فنية وأدبية وموسيقية دون إذن أو نسب.

الملكية الفكرية تتعرض للتهديد في الوسط الفني مع سرقة مها الصغير للوحة
الملكية الفكرية تتعرض للتهديد في الوسط الفني مع سرقة مها الصغير للوحة

اتهام مها الصغير بسرقة لوحة فنية لفنانة دنماركية

بدأ الجدل حين ظهرت الإعلامية ضيفة على برنامج الإعلامية منى الشاذلي قبل أسابيع، حيث تحدثت عن تعدد مواهبها، ومنها الرسم، وعرضت مجموعة من اللوحات التي زعمت أنها من أعمالها، لكن إحدى هذه اللوحات أثارت غضب الفنانة الدنماركية ليزا لاشنيلسين، التي سارعت إلى الرد عبر حسابها الرسمي على إنستغرام، مؤكدة أن اللوحة المعروضة بعنوان “صنعت لنفسي بعض الأجنحة” هي من إبداعها الخاص، وتم رسمها عام 2019، وأوضحت ليزا لاشنيلسين: “من الرائع رؤية عملي على الشاشة الكبيرة في برنامج شهير بمصر، لكن سيكون من الأفضل لو تم ذكر اسمي كمبدعة، مها الصغير نسبت العمل لنفسها، بل وظهرت وكأنها صاحبة اللوحة الأصلية.”

وأضافت ليزا لاشنيلسين في منشور لاحق أن الصغير لم تكتفِ باستخدام اللوحة، بل عرضت أيضًا أعمالًا لثلاثة فنانين آخرين دون إذن، وأشارت إلى أنها حاولت التواصل مع البرنامج ومع مها الصغير دون أن تتلقى أي رد، مؤكدة أن ما حدث يعد انتهاكًا صريحًا لقوانين الملكية الفكرية في مصر واتفاقية “برن” الدولية، ووصفت ما جرى بأنه “سرقة علنية موثقة.”.

تشابه لحن يفتح قضية قديمة مع أنوسة كوتة

وفي واقعة مشابهة، أثارت ضجة بعد أن ألمحت إلى سرقة لحن من ألحان زوجها الراحل، الموسيقار محمد رحيم، في أغنية “قمر قمر” من ألبوم الفنان عمرو دياب الجديد “ابتدينا”، حيث قالت أنوسة كوتة: “كنت أستمع للألبوم، وشدّني مطلع الأغنية فورًا، تذكرت أن هذا اللحن استخدمه رحيم في أغنية وطنية بعنوان كلمة مصر، من كلمات الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي.”

وأشارت إلى أن اللحن في الأصل يحمل طابعًا وطنيًا خاصًا، مميزًا بأسلوب رحيم في التلحين، مضيفةً بنبرة تحمل العتاب والسخرية: “مش جاية أعمل مشكلة، بس قلت أمسي على الناس بطريقتي، وأقول مبروك على الألبوم… بس مش أوي كده.”

حمو بيكا يشتكي من “سرقة ألحانه”

في سياق مشابه، نشر الفنان الشعبي مقطع فيديو عبر حسابه على “فيس بوك”، تحدث فيه عن ما أسماه “سرقة ممنهجة” لألحانه من قِبل مطربين جدد، حيث قال حمو بيكا: “كل شوية مطربين جداد يطلعوا يسرقوا ألحاني وكلمات الأغاني اللي اشتغلت عليها لسنين، احنا اتشهرنا خلاص وسايبين الغلابة ياكلوا عيش، بس السرقات مش هتعدي.”، وأشار إلى أن سكوت الفنانين عن حقوقهم يزيد من تفشي الظاهرة، مطالبًا بالتحرك القانوني لحماية الإبداع الفني.

اتهام أحمد السبكي بسرقة فكرة فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة

كما شهدت الساحة الفنية توترًا جديدًا بعد أن تقدم الكاتب أحمد عثمان ببلاغ رسمي ضد المنتج أحمد السبكي، اتهمه فيه بسرقة فكرة فيلمه “عيشة هباب” وتحويله إلى فيلم جديد بعنوان “فاصل من اللحظات اللذيذة”، عُرض في دور السينما وحقق إيرادات وصلت إلى 60 مليون جنيه، دون أن يُنسب الفضل لصاحب الفكرة الأصلي، نفى أحمد السبكي من جانبه الاتهامات، وقال إن المشروع مرّ عبر الجهات الرقابية وتمت الموافقة عليه، مضيفًا أن عثمان كان قد تنازل عن حقوقه، وأكد: “دوري كمنتج لا يشمل التأليف، وإنما تنفيذ الأفكار المعتمدة رسميًا فقط.”

أزمة مستمرة وصوت القانون غائب؟

تفتح هذه الوقائع المتتالية ملفًا بالغ الحساسية حول حقوق الملكية الفكرية والإبداعية في العالم العربي، وتطرح تساؤلات عن مدى التزام القنوات الإعلامية، وشركات الإنتاج، وحتى بعض الفنانين، بالقوانين والمواثيق التي تحمي حقوق المبدعين، في الوقت الذي تستمر فيه هذه النزاعات علنًا، ينتظر كثير من الفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي موقفًا واضحًا من الجهات الرسمية والنقابات الفنية، لضمان أن يبقى الإبداع محفوظًا، وأن يتم تكريم صاحبه لا تهميشه.