موسكو تقتل 50 أوكرانيًا في خاركيف بضربة دقيقة بصاروخ “إسكندر”

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الاثنين، عن تنفيذ ضربة صاروخية دقيقة أسفرت عن مقتل نحو 50 جنديًا أوكرانيًا وتدمير معداتهم العسكرية، وذلك في منطقة تشوجويف بمقاطعة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا، وفقًا لما ذكرته وكالة “تاس” الروسية.

موسكو تقتل 50 أوكرانيًا في خاركيف بضربة دقيقة بصاروخ “إسكندر”
موسكو تقتل 50 أوكرانيًا في خاركيف بضربة دقيقة بصاروخ “إسكندر”

الضربة أسفرت عن تدمير مركز للتحكم في الطائرات المسيرة

وجاء في بيان الوزارة أن “طاقم منظومة إسكندر-إم الصاروخية شنّ هجومًا صاروخيًا أثناء تمركز أكبر عدد من القوات الأوكرانية، مستهدفًا منظومة الدفاع الجوي الخاصة بالعدو”، وأشار البيان إلى أن الضربة أدت إلى تدمير مركز للتحكم في الطائرات المسيّرة، وثلاث وحدات من المعدات الآلية.

ويُعتبر صاروخ “إسكندر” من أبرز الأسلحة التكتيكية في الترسانة الروسية، ويشكل ركيزة أساسية في استراتيجية موسكو الهجومية، وهو صاروخ بالستي قصير المدى من نوع “أرض-أرض”، يصل مداه إلى حوالي 500 كيلومتر، وقادر على حمل رؤوس متفجرة تقليدية أو نووية.

ورغم دخوله الخدمة رسميًا عام 2006، إلا أن “إسكندر” برز بشكل لافت خلال الحرب الروسية الأوكرانية، حيث استُخدم لقصف مواقع استراتيجية بالقرب من العاصمة كييف، بالإضافة إلى استهداف مخازن أسلحة في خاركيف وماريوبول ومدن أخرى، ما يعكس دوره المتصاعد في العمليات العسكرية الجارية.

ضربة لإيران ورسالة لموسكو؟.. واشنطن تخلط أوراق التفاوض مع روسيا بشأن أوكرانيا

يمكن لروسيا أن تستشف رسائل مهمة من الضربة الأمريكية الأخيرة لإيران، أبرزها ما يتعلق بمدى موثوقية واشنطن كمفاوض جاد في الأزمة الأوكرانية، فبالعودة إلى الشهور الماضية، فاز دونالد ترامب بانتخابات 2024 على خلفية وعوده بإبعاد الولايات المتحدة عن الحروب الطويلة، وتعهده بإنهاء الحرب في أوكرانيا.

تباين مواقف الأطراف المعنية

وبالفعل، أحرزت إدارته تقدمًا ملموسًا، خاصة عبر إعادة فتح قنوات حوار مستقرة مع موسكو، ومع ذلك، لا تزال تسوية النزاع تواجه صعوبات بسبب تباين مواقف الأطراف المعنية، وهي روسيا وأوكرانيا والدول الأوروبية، وفقًا لموقع “ريسبونسيبل ستايت كرافت”.

وأشار الموقع إلى أن الاتهامات بتواطؤ أمريكي ضمني مع إسرائيل في ضرب إيران، عبر التظاهر بإجراء محادثات نووية، قد تقوض صورة الولايات المتحدة كمفاوض نزيه، وتؤثر سلبًا على جهودها لبناء الثقة مع موسكو في الملف الأوكراني.

ويرى مراقبون أن أفضل وسيلة لتجاوز هذا الشك تتمثل في إعادة إشراك إيران في مفاوضات جادة حول برنامجها النووي، وقبول عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للوساطة، خاصة في ظل انخراط موسكو العميق في قضايا الشرق الأوسط.

أوكرانيا وحلفاءها الأوروبيين باتوا بحاجة ماسة لوضع مقترحات أولية تمهد لإنهاء الحرب

وبجانب دعم الاستقرار في المنطقة، قد يسهم إحياء المسار التفاوضي مع طهران في خلق دينامية دبلوماسية إيجابية بين موسكو وواشنطن، ما يعزز فرص التوصل إلى تسوية سياسية للحرب في أوكرانيا.

وفي المقابل، ألقى قرار واشنطن بإنهاء الدعم العسكري لكييف قبل الموعد المحدد الضوء على التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة في موازنة التزاماتها الخارجية مع أولوياتها الدفاعية الداخلية.

ورغم التحذيرات المتكررة من انسحاب أمريكي محتمل إذا لم يتحقق تقدم ملموس نحو حل تفاوضي، يبقى الدور الأمريكي محوريًا، إذ إن أوكرانيا وحلفاءها الأوروبيين باتوا بحاجة ماسة لوضع مقترحات أولية تمهد لإنهاء الحرب، وتضمن في الوقت ذاته استمرار الدعم الأمريكي لكييف.