أوضح علي فوزي، الباحث في الشؤون العربية والإفريقية، أن زيارة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى مصر تأتي في وقت حساس للغاية على الصعيد الإقليمي، حيث يشهد الوضع تصاعدًا في التوترات المتعلقة بمشروع سد النهضة، وما يتبعه من استقطاب سياسي بين القوى الفاعلة في القرن الإفريقي.

اقرأ كمان: إسرائيل تعلن عن مقتل مسؤول استخبارات في “قوة الرضوان” التابعة لحزب الله
وأضاف علي فوزي في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، أن التحرك المصري السريع لاستضافة الرئيس الصومالي يعكس رغبة القاهرة في تعزيز علاقاتها مع مقديشو، ومنع أي اختراق إثيوبي قد يُستخدم سياسيًا لدعم موقف إثيوبيا في ملف سد النهضة، مشيرًا إلى أن مصر تعتبر الصومال شريكًا استراتيجيًا في معادلة البحر الأحمر والأمن الإقليمي.
الرئيس السيسي ونظيره الصومالي.
علي فوزي: الصومال بات اليوم أمام اختبار دبلوماسي صعب
وأوضح فوزي أن الصومال يواجه اختبارًا دبلوماسيًا معقدًا، إذ لا يمكنه المجاهرة بدعم كامل لأي من طرفي النزاع، دون أن يتحمل كلفة سياسية أو اقتصادية، لافتًا إلى أن نتائج زيارة العلمين ستشكل مؤشرًا مهمًا على الاتجاه الذي قد تسلكه مقديشو في علاقاتها الإقليمية خلال الفترة المقبلة.
وتابع فوزي أنه من الواضح أن الصومال يدرك أهمية إبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع كل من القاهرة وأديس أبابا، لكن المسافة المتوازنة بين الطرفين أصبحت ضيقة جدًا مقارنةً بالماضي، في ظل تصاعد الضغوط المتبادلة ومحاولات كسب الحلفاء.
مقال مقترح: رضوان الزياتي يحث مواطني إسرائيل على الهروب إلى أوروبا وأمريكا بحثًا عن حياة أفضل
واختتم علي فوزي بالقول: “الحكمة تقتضي أن يتعامل الصومال مع هذا الملف من منطلق المصالح لا المجاملات، وأن يرسخ مبدأ الحياد الإيجابي دون أن يُفهم ذلك على أنه تخفٍ دبلوماسي، حيث إن العواصم الكبرى في المنطقة لم تعد تقبل المواقف الرمادية”
علي فوزي، الباحث في الشؤون العربية والإفريقية.
الرئيس السيسي يستقبل نظيره الصومالي
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، نظيره الصومالي الدكتور حسن شيخ محمود، رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، وذلك في مدينة العلمين.
وصرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن اللقاء شهد جلسة مباحثات ثنائية مغلقة بين الزعيمين، تلاها اجتماع موسع ضم وفدي البلدين، حيث تم بحث سبل تعزيز التعاون المشترك، وتبادل وجهات النظر بشأن المستجدات الإقليمية والأفريقية.
وفي ختام المباحثات، عقد الرئيسان مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا، استعرضا خلاله أبرز ما تم التوصل إليه من توافقات حول دعم العلاقات الثنائية والتنسيق تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك.