لقاء ترامب ونتنياهو لن يتضمن تطورات أمنية أو استراتيجية كبيرة وفقاً لطارق فهمي

أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن اللقاء المرتقب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب يحمل أهمية كبيرة في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة، خصوصًا فيما يتعلق بملف غزة والبرنامج النووي الإيراني.

لقاء ترامب ونتنياهو لن يتضمن تطورات أمنية أو استراتيجية كبيرة وفقاً لطارق فهمي
لقاء ترامب ونتنياهو لن يتضمن تطورات أمنية أو استراتيجية كبيرة وفقاً لطارق فهمي

وأوضح فهمي في تصريحات خاصة لـ “نيوز رووم” أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يقترب من مراحله النهائية، مشيرًا إلى وجود وفد كبير من قيادات أجهزة المعلومات الإسرائيلية في القطاع، مما يعكس حجم التعقيد والتفاصيل المرتبطة بالخطوة المقبلة.

ومن المتوقع أن يتضمن الاتفاق تمديدًا لمدة 60 يومًا، يترافق مع الإفراج عن عدد من الرهائن، بينهم 5 محتجزين بارزين، بالإضافة إلى تقسيمات تشمل المحتجزين ضمن الفئتين 18، إلى جانب انسحابات إسرائيلية من ممرات محددة، خاصة ممرات ديفيد والمناطق المجاورة للهلال السكاني.

وأضاف خبير العلوم السياسية أن الترتيبات تتضمن إدخال مساعدات إنسانية عبر آلية تشرف عليها وكالات الإغاثة الدولية التابعة للأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن هذا يجري بالرغم من الاتهامات بالفساد التي تلاحق بعض الجهات العاملة في غزة.

ملف إيران على الطاولة

وفيما يتعلق بالملف الإيراني، أشار الدكتور فهمي إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا تتحرك بفاعلية كبيرة في هذا الملف، خاصة في ظل المخاوف من خروج إيران من معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT)، أو إقدامها على تفجير نووي تجريبي، ورفضها التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي حال تحققت هذه السيناريوهات، يرى فهمي أن الأمر قد يؤدي إلى ضربة عسكرية أميركية استباقية، تليها عمليات إسرائيلية لاحقة، مما قد يفتح فصلًا جديدًا من التصعيد في المنطقة.

التطبيع والبدائل: سوريا ولبنان وليبيا على الخريطة

وأوضح فهمي أن الحديث عن التطبيع مع النظام السوري لا يزال مبكرًا، لكنه مطروح ضمن ما سماه لعبة التوازنات السياسية الكبرى، والتي يستخدمها ترامب كجزء من خطابه السياسي لإظهار دوره كصانع للسلام، ليس فقط في الشرق الأوسط بل في أزمات دولية كبرى مثل أوكرانيا والكونغو.

وأضاف فهمي أن هناك حراكًا سياسيًا في لبنان وسوريا وليبيا، وأن الحكومة الجديدة في ليبيا تحاول إظهار نوايا سلمية، وسط نشاط ملحوظ للقوى الغربية في هذا السياق.

لا اتفاقات سلام كبرى.. ولكن ترتيبات “ما بعد حماس”

وحول ما إذا كان اللقاء سيؤدي إلى إعلان اتفاقات كبرى، استبعد الدكتور طارق فهمي ذلك، مؤكدًا أن الزيارة لن تشهد إعلانات أمنية أو استراتيجية ضخمة أو تغييرات شاملة في بنية الشرق الأوسط، وإنما تبحث في البدائل الممكنة إذا ما خرجت حركة حماس من المشهد أو حاولت طرح رؤى ومقاربات جديدة.

واختتم فهمي تصريحاته بأن الزيارة ستُوظف إعلاميًا وسياسيًا من قبل كل طرف لخدمة مصالحه؛ فالإدارة الأميركية الحالية تسعى لتقديم ترامب في صورة “رجل السلام” الذي يحل مشاكل العالم، من الشرق الأوسط إلى أوروبا وأفريقيا، بينما تسعى إسرائيل لتثبيت مكاسبها على الأرض ريثما تتضح اللحظة التالية من وقف إطلاق النار في غزة.