عبّرت فرنسا، اليوم الإثنين، عن قلقها العميق إزاء توقيف ثلاثة رؤساء بلديات من حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا، معتبرة أن هذه الخطوة تمثل انتهاكًا لمبادئ دولة القانون.
من نفس التصنيف: صواريخ إيران تثير الخوف لدى الإسرائيليين وتفند أسطورة الأمن
وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية، أكدت باريس على أهمية احترام الحقوق السياسية للمسؤولين المنتخبين، بما في ذلك ضمان المحاكمة العادلة، وحرية التعبير، والتظاهر السلمي، مشددة على أن هذه المبادئ تشكل الأساس لأي نظام ديمقراطي.
اعتقال رؤساء البلديات الثلاثة
شملت الاعتقالات التي تمت يوم السبت رؤساء بلديات ثلاث مدن رئيسية في جنوب وجنوب شرق البلاد، وهم زيدان كارالار في أضنة، محي الدين بوتشيك في أنطاليا، وعبد الرحمن توتديري في أديامان.
تأتي هذه التطورات في إطار حملة مستمرة من الضغوط التي تواجهها المعارضة التركية منذ فوزها الساحق في الانتخابات البلدية الأخيرة عام 2024، حين تكبد حزب العدالة والتنمية الحاكم خسائر فادحة.
تشير وسائل الإعلام التركية والمعارضة إلى أن التهم الموجهة للموقوفين تتعلق بتحقيقات في قضايا فساد، وهي التهم ذاتها التي استُخدمت في مارس/آذار الماضي لتبرير توقيف رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، الذي يُعتبر أبرز خصوم الرئيس رجب طيب أردوغان، والمرشح المحتمل للرئاسة في انتخابات 2028.
سجن إمام أوغلو أثار موجة من الاحتجاجات العنيفة التي اجتاحت عدة مدن تركية، وكانت من بين الأوسع منذ احتجاجات حديقة “غيزي” عام 2013، مما زاد من حدة التوتر السياسي بين السلطة والمعارضة في البلاد.
الرئيس التركي: علينا التعاون والتضامن لتعرية إسرائيل أمام دول العالم
في سياق منفصل، صرح الرئيس التركي رجب طيب بأن الهجمات التي شنتها إسرائيل على إيران قبل جولة جديدة من المحادثات النووية مع الولايات المتحدة كانت تهدف إلى تقويض المفاوضات، وأظهرت أن إسرائيل لا تسعى لحل القضايا عبر الدبلوماسية.
مقال مقترح: السعودية تستأنف إصدار تأشيرات الزيارة العائلية وأهم الشروط المطلوبة
خلال كلمة ألقاها في اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، دعا أردوغان الدول المؤثرة على إسرائيل إلى عدم الاستماع إلى “سمها” والسعي لحل النزاعات عبر الحوار دون السماح باندلاع صراع أوسع.
وخلال الاجتماع، شنّ الرئيس التركي هجومًا لاذعًا على الحكومة الإسرائيلية، محذرًا من خطورة السياسات العدوانية لتل أبيب في المنطقة، مؤكدًا أن صمت المجتمع الدولي قد شجع إسرائيل على التمادي.
قال أردوغان إن “السكوت عن سياسات إسرائيل العدوانية في فلسطين أدى إلى توسيع عدوانها في المنطقة”، مشددًا على أن نتنياهو لا يسعى لحل أي أزمة عبر الطرق الدبلوماسية، بل يعمل على تأجيج التوترات.
وحدة العالم الإسلامي ضرورة لمواجهة الأزمات
كما أكد أردوغان أن التصدي للتحديات التي تواجه الأمة الإسلامية يتطلب تضامنًا حقيقيًا، قائلاً: “نجتمع اليوم لتقديم الدعم الكامل لإخواننا في فلسطين”، مطالبًا بتعزيز التعاون بين الدول الإسلامية لـ”تعرية إسرائيل أمام العالم”
ودعا الدول الإسلامية إلى تكثيف جهودها لفرض إجراءات عقابية على إسرائيل استنادًا إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.