بين التلال الخضراء المحيطة بالعاصمة الإيطالية روما، وبعيدًا عن صخب المدينة، تقع قلعة جاندولفو (Castel Gandolfo)، وهي واحدة من أجمل القلاع البابوية التي لا يعرف الكثيرون عنها، تعتبر هذه القلعة المنتجع الصيفي الخاص ببابا الفاتيكان، حيث يقضي البابا عطلته الصيفية في أجواء من الهدوء والروحانية وجمال الطبيعة.

شوف كمان: حرائق مدمرة تجتاح مناطق واسعة في كاليفورنيا
أين تقع قلعة جاندولفو؟
تقع قلعة جاندولفو في بلدة صغيرة تحمل الاسم نفسه “كاستل جاندولفو”، على بعد حوالي 25 كيلومترًا جنوب شرق روما، وتطل على بحيرة ألبانو الساحرة، البلدة جزء من إقليم لاتسيو الإيطالي، وتُعد واحدة من أجمل قرى إيطاليا بفضل موقعها الجبلي وإطلالتها الطبيعية.
تاريخ القلعة ودورها البابوى
تعود أصول القلعة إلى عهد الإمبراطور الروماني دوميتيان، الذي أقام في هذه المنطقة في القرن الأول الميلادي، أما القلعة البابوية الحديثة فقد تأسست في القرن السابع عشر، عندما بدأ البابا أوربان الثامن استخدامها كمنتجع صيفي رسمي للبابوات.
منذ ذلك الحين، أصبحت القلعة مقر الإقامة الصيفية للبابوات على مدار قرون، باستثناء فترات قصيرة مثل الحرب العالمية الثانية، حيث ظلت شاهدة على محطات مهمة من تاريخ الكنيسة الكاثوليكية.
ماذا تضم قلعة جاندولفو من الداخل؟
قلعة جاندولفو ليست مجرد قصر، بل مجمع كامل يضم:
القصر البابوي نفسه،.
حدائق شاسعة تمتد لأكثر من 50 هكتارًا،.
فيلا باربيريني التاريخية،.
مزرعة خاصة بالفاتيكان (تنتج العسل، الزيتون، الألبان)،.
ممكن يعجبك: إعلام إيراني يعلن عن مقتل الرئيس الأسبق أحمدي نجاد بالرصاص في طهران
كنيسة صغيرة للصلاة والتأمل،.
كما تضم القلعة مكتبة وغرف استقبال رسمية ومكاتب إدارية، بالإضافة إلى شرفات تطل مباشرة على بحيرة ألبانو، مما يجعلها واحدة من أجمل الإقامات البابوية في العالم.
كيف يقضي بابا الفاتيكان عطلته داخل القلعة؟
عادةً ما يبدأ بابا الفاتيكان إجازته الصيفية في شهر يوليو، ويمتد وجوده في قلعة جاندولفو لبضعة أسابيع، وخلال هذه الفترة، يتوقف عن اللقاءات العامة مثل العظة الأسبوعية، ويتفرغ للراحة والصلاة والقراءة والكتابة الروحية.
ويُعرف عن البابا فرنسيس – بخلاف بعض سابقيه – أنه قلل من استخدام القلعة، مفضلًا البقاء في مقر إقامته داخل الفاتيكان، لكنه زار القلعة عدة مرات، وفتحها للجمهور لاحقًا كـ”متحف مفتوح” في لفتة جديدة تعكس تواضعه وانفتاحه.
هل يمكن زيارة القلعة كمواطن أو سائح؟
نعم، فقد تم فتح القلعة للزوار منذ عام 2016 بقرار من البابا فرنسيس، يمكن للسياح اليوم:
زيارة القصر البابوي والتجول داخله،.
التنزه في الحدائق التاريخية،.
ركوب قطار خاص من الفاتيكان إلى القلعة مباشرة،.
الاطلاع على المقتنيات البابوية الخاصة وصور نادرة من رحلات الباباوات،.
وتُدار الزيارات بإشراف مباشر من متحف الفاتيكان، وتتطلب حجزًا مسبقًا عبر الإنترنت، خاصة في موسم الصيف.
رمزية القلعة في حياة الكنيسة
لا تمثل قلعة جاندولفو مجرد مكان للراحة، بل تُعد رمزًا للتوازن بين القيادة الروحية والحياة الإنسانية لبابا الفاتيكان، هنا يمارس البابا التأمل، ويكتب في بعض الأحيان رسائل رعوية أو وثائق كنسية مهمة.
وشهدت القلعة لحظات تاريخية، أبرزها:
وفاة البابا بيوس الثاني عشر عام 1958 داخل القصر،.
لجوء مئات العائلات إليها خلال الحرب العالمية الثانية، حيث فتحت الكنيسة أبوابها للاجئين كموقف إنساني
.