من الاستيلاء إلى الاستهداف.. القصة الشاملة لسفينة جالاكسي ليدر

تعتبر “جالاكسي ليدر” سفينة شحن تابعة لشركة يابانية وتديرها شركة بريطانية، ولكنها كانت تحت إدارة شركة إسرائيلية، مما جعلها هدفًا في الصراع القائم في المنطقة، وترفع السفينة علم جزر البهاما.

من الاستيلاء إلى الاستهداف.. القصة الشاملة لسفينة جالاكسي ليدر
من الاستيلاء إلى الاستهداف.. القصة الشاملة لسفينة جالاكسي ليدر

عملية السيطرة على السفينة

في 19 نوفمبر 2023، أعلن الحوثيون في اليمن مسؤوليتهم عن تنفيذ إنزال جوي جريء على متن السفينة أثناء إبحارها في البحر الأحمر، باستخدام مروحية عسكرية في مشهد غير معتاد.

وأظهرت مشاهد مصورة مقاتلين مسلحين يهبطون من طائرة هليكوبتر ويستولون على السفينة دون مقاومة تُذكر.

وصرّح الحوثيون بأن السفينة “تابعة للعدو الإسرائيلي”، مؤكدين أنها أصبحت الآن في قبضة “القوات اليمنية”، واعتبروا العملية جزءًا من ردّهم على الحرب في غزة ودعمًا للفلسطينيين.

الرد الإسرائيلي والدولي

نفت إسرائيل أن تكون السفينة “إسرائيلية بالكامل”، مؤكدة أنها ليست مملوكة لحكومة تل أبيب، لكن وسائل إعلام إسرائيلية أكدت وجود علاقة بين السفينة وشركات إسرائيلية خاصة.

وصفت الولايات المتحدة العملية بـ”القرصنة البحرية”، وبدأت تحشيد تحالف بحري لحماية الملاحة في البحر الأحمر مع تصاعد الهجمات الحوثية على السفن المرتبطة بإسرائيل أو الغرب.

مصير الطاقم والسفينة

كان على متن السفينة 25 بحارًا من جنسيات مختلفة (بينهم أوكرانيون، فلبينيون، مكسيكيون، وبلغاريون)، وقد تم احتجاز الطاقم ونقلهم لاحقًا إلى مناطق تسيطر عليها جماعة الحوثي في اليمن.

ورغم المناشدات الدولية ويابانية للإفراج عنهم، استمرت عملية الاحتجاز لعدة أشهر وسط تعقيدات سياسية وأمنية.

عملية الإنقاذ أو التسوية

في يوليو 2025، وبعد جهود إقليمية ودولية قادتها سلطنة عمان ودول عربية أخرى، تم الإعلان عن نجاح عملية إنقاذ الطاقم بعد وساطة إنسانية، حيث نقلتهم سفينة إماراتية إلى ميناء آمن، ولم تُعلن تفاصيل دقيقة عن مصير السفينة نفسها، لكن المعلومات تشير إلى أنها ظلت قيد الاحتجاز في ميناء الحديدة.

عملية الراية السوداء

شنت إسرائيل، فجر يوم الإثنين الموافق 7 يوليو 2025، هجمات جوية واسعة على منشآت خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، تضمنت ثلاثة موانئ رئيسية (الحديدة، راس عيسى، الصليف)، ومحطة كهرباء راس قنتب، بالإضافة إلى السفينة جالاكسي ليدر التي قام الحوثيون باحتجازها في نوفمبر 2023 واستخدموها لأغراض عملياتية ورصد بحري.

استهداف جالاكسي ليدر

في بيان رسمي، قالت إسرائيل إن الحوثيين حولوا جالاكسي ليدر إلى “نقطة رصد متقدمة” في مرفأ راس عيسى، يستخدمون من خلالها نظام مراقبة بحرية لتتبع السفن الدولية وتسهيل أنشطة متطرفة.

شاركت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي في ما يسمى بـ”عملية العلم الأسود”، حيث شنت أربعين إلى خمسين ضربة جوية مركزة استهدفت الأماكن المذكورة بما فيها السفينة.

صرحت السلطات الإسرائيلية بأن الهدف الأساسي كان تصفية “بنية تحتية إرهابية” تهدد الملاحة الدولية وتستخدم ضد مصالح إسرائيل.

رد سريع للحوثيين

أثار الهجوم ردًا سريعًا من الحوثيين الذين أطلقوا صواريخ باليستية تجاه الأراضي الإسرائيلية – على مدى ساعات رُصد إطلاق اثنين منها – لكن منظومات الدفاع نجحت في اعتراضها، ولم تُسجَّل أي إصابات.

يأتي هذا التصعيد في سياق بيئة سياسية متوترة، أشعلها التصعيد في غزة ومفاوضات وقف إطلاق النار المتعثرة، فضلاً عن مفاوضات الملف النووي الإيراني والسيطرة على الملاحة في البحر الأحمر.

تحول تكتيكات الصراع الإقليمي

قضية “جالاكسي ليدر” مثلت تحولاً نوعيًا في تكتيكات الحوثيين، وفتحت الباب أمام تدويل الصراع في البحر الأحمر، كما كشفت عن هشاشة أمن الملاحة الدولية في ظل غياب ردع حاسم، وتعتبر الحادثة بمثابة رسالة رمزية موجهة لإسرائيل والولايات المتحدة، بأن الحرب في غزة قد تتوسع إلى مسارح أخرى في المنطقة.