أعلنت وزارة العدل الأمريكية عن نجاحها في تفكيك ما يعد أكبر عملية احتيال في تاريخ نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة، حيث تجاوزت قيمة هذه العملية 14.6 مليار دولار، وشارك فيها مئات الأفراد، من بينهم أطباء ومسؤولون في شركات خدمات طبية.

مقال مقترح: غارة أمريكية في اليمن تقتل 5 من عناصر القاعدة بعد إعلان وقف النار
برنامج “ميديكير” الفيدرالي
وفقًا للبيان الصادر عن الوزارة، استغل المتورطون برنامج “ميديكير” الفيدرالي، المخصص لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال تقديم مطالبات وهمية باسم أكثر من مليون مواطن أمريكي من مختلف الولايات دون علمهم، وبلغ مجموع هذه المطالبات نحو 11 مليار دولار.
مواضيع مشابهة: إيران كأداة استراتيجية للصين وروسيا في الشرق الأوسط
استخدام بيانات المواطنين
أظهرت التحقيقات أن الشبكة استخدمت بيانات المواطنين لتقديم فواتير مزيفة مقابل خدمات صحية لم تُقدَّم وأجهزة طبية لم تُستخدم، مما تسبب في خسائر مباشرة للخزينة الفيدرالية تُقدّر بـ2.9 مليار دولار، وذلك من خلال صفقات غير حقيقية تمت عبر شركات واجهة.
التأمين الصحي الأمريكي
أكدت الوزارة أن التحقيقات شملت شبكة دولية من المحتالين، بينهم أفراد من جنسيات متعددة، قاموا بعمليات منظمة تتجاوز الحدود، مستغلين الثغرات في نظام التأمين الصحي الأمريكي، وخاصة في برامج “ميديكير” و”ميديكيد”، التي تستقبل ملايين المطالبات شهريًا.
تأتي هذه القضية في وقت يرتفع فيه الإنفاق الأمريكي على الرعاية الصحية إلى نحو 5 تريليونات دولار سنويًا، وهو ما يعادل نحو نصف الإنفاق العالمي في هذا القطاع، وفقًا لبيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، مما يجعل النظام عرضة للاستغلال نتيجة لتعدد الأطراف وتضخم المعاملات اليومية.
أكدت وزارة العدل أن جهودها مستمرة لملاحقة المتورطين، ووصفت القضية بأنها “غير مسبوقة” من حيث الحجم والتأثير، حيث تم حتى الآن توجيه الاتهام إلى 324 شخصًا، بينهم موظفون في القطاع الطبي ومديرو شركات، بتهم تتعلق بالاحتيال واستخدام البيانات الشخصية بشكل غير قانوني والتلاعب بأنظمة التأمين الفيدرالية.
إيران تطالب بتعليق عضوية أمريكا وإسرائيل في منظمة العمل المالي الدولية
وفي سياق آخر، طالبت إيران مجموعة العمل المالي الدولية بتعليق عضوية الولايات المتحدة وإسرائيل في المنظمة بسبب انتهاكهما الصارخ للمعاهدات الدولية وقرارات الأمم المتحدة.
صرح أمين عام المجلس الأعلى لتمويل مكافحة الإرهاب في إيران، هادي خاني، في تصريح نشرته وسائل الإعلام الإيرانية، بأنه “بعد الاعتداءات غير المشروعة من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، قدّمنا طلبًا رسميًّا لرئيس مجموعة (FATF) لاتخاذ موقف تجاه هذين العضوين بسبب خرقهما الواضح للمواثيق الدولية”.
أضاف خاني أن رئيس المجموعة الدولية رد على الطلب بالقول إن “الطلب الإيراني سيؤخذ بنظر الاعتبار”.
تأتي هذه الخطوة الإيرانية في وقت يتصاعد فيه التوتر بين طهران وتل أبيب وواشنطن، وسط تبادل التهديدات والهجمات غير المعلنة، بينما لا تزال إيران مدرجة على القائمة السوداء في (FATF) بسبب قضايا تتعلق بالشفافية وتمويل الإرهاب.
محاولة سياسية
يُنظر إلى خطوة إيران بمطالبة مجموعة العمل المالي (FATF) باتخاذ موقف ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، على أنها محاولة سياسية لتحويل الطاولة على خصومها الغربيين، واتهامهم باستخدام المعايير الدولية بازدواجية.
بينما تتعرض طهران لضغوط شديدة من المجموعة بسبب رفضها تطبيق بعض المعايير المتعلقة بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، تسعى اليوم لتوظيف لغة القانون الدولي لإظهار أن خصومها أنفسهم ينتهكون تلك المبادئ عبر شن هجمات عسكرية خارج إطار الشرعية الدولية.