حرص وزير السياحة والآثار على زيارة مجموعة من المنتجات اليدوية التي أبدعها أهالي المنطقة المحيطة بقبة صفي الدين جوهر الأثرية، حيث استلهمت هذه المنتجات من التراث المصري الأصيل، وأشاد بجودتها وتميزها، مؤكدًا على ما تعكسه من إبداع محلي يُبرز الهوية الثقافية للمجتمع المصري.

مقال مقترح: الكنيسة الأرثوذكسية تساهم في احتفالية إحياء مسار العائلة المقدسة بالعباسية
جاء ذلك في إطار افتتاح قبة يحي الشبيه وقبة صفي الدين جوهر الأثريتين، صباح اليوم، في منطقتي الخليفة والإمام الشافعي، بعد الانتهاء من ترميمهما.
أكد الوزير على أهمية دعم هذه المبادرات المجتمعية التي تُعزز من تمكين السكان حول المناطق الأثرية والسياحية، وتُسهم في دمجهم ضمن جهود الحفاظ على التراث، وتعزز مفاهيم الأمن الاقتصادي السياحي، كأحد محاور استراتيجية الوزارة، مشددًا على دور هذه الأنشطة في دعم التنمية المستدامة للمناطق المحيطة بالمواقع الأثرية، بما يضمن استفادة المجتمعات المحلية من القيمة التراثية والسياحية لمناطقهم.
كما وجه بضرورة الترويج لهذه المنتجات الحرفية والاستفادة منها ضمن منظومة تنشيط السياحة الثقافية، بما يُبرز المقومات الحضارية المتفردة للمجتمع المصري.
افتتاح القبتين
تزامن ذلك مع افتتاح قبتي يحيى الشبيه الفاطمية وصفي الدين جوهر المملوكية، بعد الانتهاء من مشروع ترميمهما، بحضور وزير السياحة والآثار، والدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، والدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والسفير جاريث بايلي سفير المملكة المتحدة بالقاهرة، ومؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، ومارك هاوارد مدير المجلس الثقافي البريطاني بالقاهرة، والدكتور خالد صلاح وكيل أول وزارة الأوقاف بالقاهرة، وعدد من قيادات وزارة السياحة والآثار والسفارة والمركز الثقافي البريطاني.
تم تنفيذ المشروع من خلال مبادرة الأثر لنا التابعة لمكتب مجاورة للعمران، تحت إشراف وزارة السياحة والآثار ممثلة في المجلس الأعلى للآثار، وبتمويل من صندوق حماية الثقافة التابع للمجلس الثقافي البريطاني بالشراكة مع وزارة الشئون الرقمية والثقافة والإعلام والرياضة البريطانية، وذلك ضمن برنامج «إرث – للتراث والمناخ»، الذي أُطلق عام 2023 واستُكمل بنجاح مع نهاية عام 2024، مستهدفًا دمج الحفاظ على التراث المعماري التاريخي والأثري مع مواجهة آثار تغير المناخ، عبر سلسلة من التدخلات الفنية والمجتمعية والتعليمية.
تضمن المشروع ثلاثة محاور رئيسية، أولها عمليات ترميم لقبتي يحيى الشبيه (الفاطمية) بقرافة الإمام الشافعي وقبة صفي الدين جوهر (المملوكية) بشارع الخليفة، وشملت الأعمال التوثيق، والتدعيم الإنشائي، ومعالجة الشروخ، والترميم الدقيق للعناصر الرخامية والخشبية والجصية، وتنفيذ نظام صرف وخفض منسوب المياه الأرضية، بالإضافة إلى تركيب كاميرات وشاشات مراقبة، ولافتات تعريفية وإرشادية.
كما تم إعداد دليل إرشادي تقني يوضح أساليب الترميم المرتبطة بتأثير التغيرات المناخية مرفق بمقاطع تعليمية ومواد تدريبية رقمية وميدانية، بالإضافة إلى تنظيم عدد من الأنشطة التوعية والتثقيف المجتمعي حول العلاقة بين التراث وتغير المناخ، مع استغلال المياه الجوفية المستخرجة من الموقعين لأغراض الزراعة الحضرية، والتنظيف، ومقاومة الحريق، فضلًا عن تنمية المساحات الخضراء.
قبة يحي الشبيه
أنشأها الخليفة الفاطمي الظافر بأمر الله إسماعيل أبو منصور، وذلك عام 949هـ / 1191م، وتُنسب إلى يحيى بن القاسم بن محمد المأمون بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن علي بن أبي طالب، حيث قدم إلى مصر مع أخيه عبد الله أحمد في أيام بن طولون، ولما سمع أهل مصر بقدومه خرجوا للقائه، وتوفي بمصر ودفن بالمشهد في شهر رجب سنة 562هـ / 1167م، ودفن بجواره أخيه عبد الله، ودفنت بالقبة أيضًا السيدة أم الذرية زوجة القاسم الطيب، وكذلك السيد يحيى بن الحسن الأنور أخو السيدة نفيسة وولدها، ودفن بالقبة أيضًا.
مقال مقترح: محافظ القاهرة يزور امتحانات المواد الأساسية لطلاب الثانوية في باب الشعرية
قبة صفي الدين جوهر
تعود لعام 740 هـ / 1340 م، أنشأها صفي الدين جوهر الناصري المالكي، المعروف أحيانًا بجوهر المدن، وهو أحد مماليك السلطان الناصر محمد بن قلاوون، حيث ترقى في المناصب حتى تولى منصب الجاشنكير في عهد الملك المظفر بيبرس، وأنشأ هذه القبة سنة 740 هـ / 1340 م لتكون مدفنًا له.
تتميز القبة بجمالها المعماري والمعالجة الفنية الفريدة، حيث تحتوي على فتحات مثلثة الشكل مصنوعة من الجص المعشق بالزجاج، وهي من السمات المميزة للعمارة في القرن الرابع عشر الميلادي.