حذر مايكل روبين، المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية، من قدرة إيران على تعويض نقص السلاح النووي من خلال تصنيع “قنابل قذرة”، وهي نوع من الأسلحة الإشعاعية التي يمكن أن تؤثر على مساحات واسعة.

مقال مقترح: هجمات عنيفة ومدمرة ضد إسرائيل خلال ساعات بحسب التلفزيون الرسمي الإيراني
وفي حديثه مع إذاعة NPR، أكد روبين أن طهران تستطيع “بسهولة” إنتاج قنبلة تحتوي على اليورانيوم، مشيراً إلى أن استخدامه قد لا يكون منطقياً في الوقت الراهن.
“فورين بوليسي”: خيار انتحاري محتمل
ذكرت مجلة “فورين بوليسي” استناداً إلى آراء الخبراء أن إيران قد تلجأ إلى هذا “الخيار الانتحاري” في مواجهتها مع إسرائيل، ما قد يؤدي إلى استهداف مناطق حضرية شاسعة، وأشارت إلى تقارير تفيد بامتلاك إيران ما يكفي من المواد النووية لصنع قنبلة إشعاعية تُعرف بـ”القنبلة القذرة”.
القنبلة القذرة وتأثيرها
تعرف “القنبلة القذرة” بأنها جهاز يستخدم متفجرات تقليدية مع مواد مشعة مثل السيزيوم-137 والكوبالت-60، وهي مواد تُستخدم عادة في الأغراض الطبية والصناعية، وعلى الرغم من أن استخدامها قد يحدث ذعراً واسع النطاق، إلا أنه لا ينتج انفجاراً نووياً، وفقاً للخبراء، فإن استخدام إيران لهذا السلاح قد يُعتبر “انتحاراً استراتيجياً” يؤثر سلباً على علاقاتها حتى مع حلفائها مثل روسيا والصين.
سيناريوهات استخدام القنبلة القذرة
رغم المخاطر، يرى بعض الخبراء أن إيران قد تتجه نحو تصنيع القنبلة القذرة في حال تصاعد الضغوط على قياداتها العليا، خاصة المرشد الأعلى علي خامنئي، حيث سيكون بناء القنبلة سهلاً من خلال دمج اليورانيوم عالي التخصيب مع متفجرات تقليدية، وهناك عدة طرق محتملة لنشرها، مثل استخدام وكلاء إيران في الأراضي الفلسطينية، أو حزب الله في أمريكا اللاتينية، أو عبر شحنات تمر عبر أوروبا وشرق البلقان.
الخبراء: آثار محدودة لكن ذعر كبير
يشير الباحث بافل بودفيغ إلى أن القنبلة القذرة قد تسبب أضراراً تقليدية بالغة الخطورة مع انتشار إشعاعي محدود جداً، مما لا يؤدي عادةً إلى إصابات مباشرة، إلا أن لها تأثيرات مقلقة على التلوث النفسي والمادي، بينما توضح هيئة التنظيم النووي الأمريكية أن القنبلة النووية تُنتج انفجاراً هائلاً ونشاط إشعاعي يمتد لعشرات أو مئات الأميال، بينما تقتصر آثار القنبلة القذرة على مسافات أصغر بكثير.
ممكن يعجبك: الحكم غيابياً على الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي بالسجن 22 عاماً
أيهما أخطر القنبلة النووية أم القنبلة القذرة؟
توضح ماريون ميسمر، خبيرة في سياسات الأسلحة النووية، أن القنبلة القذرة ليست سلاح دمار شامل بالمعنى الحقيقي، بينما القنبلة النووية تمتلك قدرة هائلة على التدمير وزعزعة الاستقرار، وأشارت إلى أن نطاق تأثير أسلحة الدمار الشامل، سواء كانت نووية أو بيولوجية أو كيميائية، أكبر بكثير مقارنة بالقنبلة القذرة.
القنبلة النووية:
تعتمد على الانشطار النووي أو الاندماج النووي لتوليد انفجار هائل
تسبب دماراً واسع النطاق بسبب قوة الانفجار والإشعاع الناتج عنه
تلوثاً إشعاعياً طويلاً يمكن أن يؤثر على البيئة وصحة الإنسان لسنوات
القنبلة القذرة:
ليست قنبلة نووية، بل هي قنبلة تقليدية مضاف إليها مواد مشعة
تستخدم لنشر التلوث الإشعاعي وتسبب الذعر والخوف
لا تمتلك القدرة التدميرية للقنبلة النووية، لكنها قد تسبب أضراراً صحية خطيرة على المدى الطويل
بشكل عام:
القنبلة النووية تُعتبر سلاح تدمير شامل، بينما القنبلة القذرة تُستخدم لنشر الذعر والتلوث
الخطر الرئيسي للقنبلة القذرة يكمن في التلوث الإشعاعي المحتمل، بينما الخطر الرئيسي للقنبلة النووية يكمن في قدرتها التدميرية الشديدة.
تبعات التهديد وامتناع إيران عن التصعيد
يشير الخبراء إلى أن الحديث عن إمكانية صنع إيران لقنبلة قذرة يزيد من حدة التوترات ويوسع من نفوذ النظام، لكنه في الوقت نفسه قد يضر بسمعة إيران السياسية والعسكرية، التي تحاول أن تظهر كدولة عقلانية تسعى لحقوقها السيادية فقط، وأكدت ميسمر أن إيران قادرة على تصنيع القنبلة، لكنها على الأرجح ستفضل برنامجاً سرياً لبناء رادع نووي بدلاً من استخدام أسلحة مرتبطة بالجماعات الإرهابية.