التعاون الفعّال بين الصين ومصر يثمر نتائج إيجابية

بفضل الرؤية الاستراتيجية لقادة البلدين، حققت العلاقات الصينية المصرية تقدماً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت مثالاً يحتذى به في التضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة بين الصين والدول العربية والإفريقية وغيرها من الدول النامية.

التعاون الفعّال بين الصين ومصر يثمر نتائج إيجابية
التعاون الفعّال بين الصين ومصر يثمر نتائج إيجابية

ومن خلال التنسيق بين مبادرة الحزام والطريق الصينية ورؤية مصر 2030، وضعت الدولتان خطة تعاون واعدة وحققتا نتائج إيجابية في مجالات متعددة.

التعاون الاستراتيجي

في هذا السياق، أكد السفير الصيني لدى مصر لياو لي تشيانغ أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر، التي أُقيمت في عام 2014، شهدت لقاءات متكررة بين قادة البلدين في مناسبات ثنائية ومتعددة الأطراف، مما ساهم في توجيه التعاون بمبادرة الحزام والطريق وبناء مستقبل مشترك في هذا العصر.

من جانبه، أشار السفير المصري السابق لدى الصين مجدي عامر لوكالة أنباء شينخوا إلى أن هذه التبادلات رفيعة المستوى أسست قاعدة قوية لتعميق العلاقات، مدعومة بدعم البلدين لمصالح بعضهما البعض، مضيفاً أنه في ظل مبادرة الحزام والطريق، شهدت التجارة الثنائية نمواً ملحوظاً، وزاد الاستثمار الصيني في مصر بشكل سريع.

وفي هذا الإطار، أشار وليد جاب الله، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء والتشريع، إلى أن مشاريع مبادرة الحزام والطريق، مثل منطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة ومنطقة التعاون الاقتصادي والتجاري الصينية المصرية (تيدا السويس) في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، أسهمت في إنعاش الاقتصاد المصري.

في الثاني من يوليو، تم وضع حجر الأساس لقاعدة إنتاج زجاج ديلي في منطقة تيدا، باستثمار قدره 70 مليون دولار أمريكي، حيث ستشمل المرحلة الأولى فرنًا للزجاج عالي الجودة وخطوط إنتاج آلية متطورة.

وسيقوم الموقع بإنتاج أدوات زجاجية منزلية عالية الجودة، ويتطور ليصبح مجموعة صناعية تشمل البحث والتطوير والتصنيع والمعالجة المتقدمة والتعبئة والتغليف والخدمات اللوجستية والتصدير.

بدوره، أكد رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وليد جمال الدين أن هذا المشروع يمثل ثمرة جديدة لتعميق التعاون بين المنطقة والمستثمرين العالميين، وخاصة الصينيين، مما يعكس العلاقات الثنائية المتنامية والثقة السياسية والتعاون الاقتصادي بين مصر والصين.

ووفقاً للمدير التنفيذي لشركة تطوير المنطقة الاقتصادية الخاصة المصرية – تيدا، تساو هوي، فإن 185 شركة استقرت في منطقة تيدا حتى الآن، ليصل إجمالي الاستثمارات إلى حوالي 3 مليارات دولار أمريكي، مع تحقيق أكثر من 5.3 مليار دولار أمريكي من المبيعات، حيث تشمل الصناعات الرئيسية مواد البناء والبتروكيماويات والمنسوجات والطاقة الجديدة وغيرها.

بعد جولة قام بها في حديقة هاير مصر البيئية ومصنع اللحام التابع لشركة جيتور مصر في منتصف يونيو، وصف رئيس الوزراء المصري السابق عصام شرف هذه المشاريع بأنها ثمار شراكة طويلة الأمد عززتها مبادرة الحزام والطريق.

وأضاف في تصريح لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن هذه الاتفاقيات تعكس هدف المبادرة في تعزيز التنمية المشتركة بين الدول المشاركة، مشدداً على أهمية التعاون مع الصين لتحديث القاعدة الصناعية في مصر.

الإنجازات على جبهات متعددة

في السنوات الأخيرة، حققت الصين ومصر معاً العديد من الإنجازات الرائدة، حيث قامت الشركات الصينية ببناء أطول ناطحة سحاب في أفريقيا، وأطلقت أول قطار خفيف يعمل بالكهرباء في مصر، ودعمت مصر لتصبح قاعدة رائدة في صناعة الألياف الزجاجية في القارة، كما مكنتها التكنولوجيا الصينية من أن تصبح أول دولة أفريقية تمتلك قدرات كاملة لتجميع واختبار الأقمار الصناعية.

إضافة إلى ذلك، ساهمت الشركات الصينية في حفر أكثر من 680 بئراً للمياه في الصحراء المصرية خلال تسع سنوات، مما ساعد في تحويل الأراضي القاحلة إلى أراضٍ زراعية، كما قامت شركة هواوي بتدريب حوالي 40 ألف شاب مصري من خلال برامجها في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وفي الوقت نفسه، أسهمت العلاقات الثقافية المزدهرة بين البلدين في تعزيز الفهم المتبادل وإضافة حيوية للشراكة.

دمج اللغة الصينية رسميًا في نظام التعليم في مصر

كما تم دمج اللغة الصينية رسميًا في نظام التعليم الوطني في مصر، حيث تقدم 30 جامعة دورات اللغة الصينية، بالإضافة إلى أكثر من 20 مدرسة ثانوية تقدم اللغة الصينية كمادة اختيارية.

وقد حظيت المهرجانات والفعاليات الثقافية الصينية التي أقيمت في مصر، مثل “مهرجان الربيع السعيد” و”الشاي من أجل الانسجام” و”أسبوع الفيلم الصيني”، فضلاً عن العروض الموسيقية المتنوعة، باهتمام واسع في مصر وعززت التفاعل الثقافي بشكل كبير.

تعميق الجهود الأثرية المشتركة

كما تعمقت الجهود الأثرية المشتركة، ففي مجمع معبد الكرنك بالأقصر، أعاد فريق أثري صيني مصري إحياء آثار معبد مونتو، التي ظلت مدفونة لأكثر من 3000 عام، وتشمل المبادرات التعاونية الأخرى التوثيق الرقمي ودراسة آلاف التوابيت البشرية المكتشفة في مقبرة سقارة، إلى جانب جهود ترميم تمثال رمسيس الثاني في معبد الكرنك.

من المتاحف والأهرامات إلى المعابد الجنوبية ومنتجعات البحر الأحمر، تزايد عدد السياح الصينيين الوافدين إلى مصر، ولتحسين تجربة سفرهم، أدخلت مصر لافتات باللغة الصينية في المواقع السياحية الشهيرة، وزادت عدد المرشدين السياحيين الناطقين بالصينية، وشجعت المزيد من الفنادق على تقديم المأكولات الصينية.

وفي الشهر الماضي، أعلنت الخطوط الجوية الصينية عن رحلة مباشرة جديدة بين بكين والقاهرة، والتي من المقرر أن تبدأ يوم الأربعاء بمعدل ثلاث رحلات أسبوعياً.

وقال أحمد يوسف، رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية: إن الطريق الجديد من شأنه أن يعزز التبادلات بين الشعبين ويعمق التعاون السياحي بين البلدين